جاء رفض الكونجرس بأغلبية ساحقة بلغت نحو 338 نائباً لفيتو أوباما ضد قانون "باستا" الذي يمنح عائلات وأهالي ضحايا تفجيرات 11 سبتمبر 2001 الحق في مقاضاة المملكة السعودية بعد الادعاء بضلوع أحد السعوديين في تخطيط وتمويل الاعتداء علي برجي التجارة العالمي. ليفجر أزمة جديدة بين السعودية وأمريكا. "المساء" استطلعت آراء خبراء سياسيين حول القانون الأمريكي. الذي رأوه محاولة ابتزاز المملكة السعودية ومن ثم فإن هناك ضرورة ملحة لاصطفاف العرب بجانبها حتي لا يعطوا الفرصة لمزيد من الابتزاز. طارق فهمي أستاذ العلوم السياسية جامعة القاهرة: يري أن القانون يعكس هبوطاً خطيراً في رؤية الولاياتالمتحدة لأحد أكبر وأهم حلفائها في الشرق الأوسط والمنطقة العربية وهو ما ينذر بارتفاع حالة الاحتقان لدي الشارع السياسي السعودي وتغيير جذري في العلاقات بين واشنطنوالرياض وأتوقع أن تكون له تداعيات وردود فعل قوية ومؤثرة في التعاون والشراكة بين البلدين بشكل كبير فالأمر ليس فقط قانوناً يسمح بمقاضاة السعودية حكومة وشعباً من قبل أهالي ضحايا سبتمبر 2001 وإنما ابتزاز مقنن من قبل أمريكا البراجماتية التي تحاول وضع السعودية في قفص الاتهام لفرض ابتزازات وعمليات استغلال مادي وسياسي لاقتحام الرياض في الحرب علي الإرهابيين برفقة أمريكا وحلفائها سواء عسكرياً ومادياً. أضاف فهمي لعل حادث لوكيربي الذي تورطت فيه ليبيا وتم ابتزازها بكل الأشكال السياسية والمالية يقودك للسيناريو القادم الذي ستواجهه السعودية والتي أعتقد أنها ستتخذ مواقف حادة وصلبة تجاه الأمريكان الذين يحاولون ابتزازها للانتقام من ال15 شخصاً من السعوديين من أصل 19 إرهابياً شاركوا في أكبر جريمة إرهابية في تاريخ بلاد العم سام. يقول السفير أحمد فتحي أبوالخير مساعد وزير الخارجية الأسبق: القانون يمثل منحني خطيراً سوف تشهده المنطقة العربية وليس السعودية فقط سوف يصب الزيت علي النار بالشرق الأوسط مما يشير إلي أن أمريكا تريد لعب دور مغاير عما كانت تقوم به في السابق وهو ما أجاب عنه أكثر من ثلثي أعضاء الكونجرس المؤلف من مجلس النواب والشيوخ وهو ما كان لا يتوقعه الكثيرون لذا يتضح أن اللعبة السياسية الأمريكية تجاه السعودية تهدف إلي جرجرتها واقتحامها في مستنقع الحرب علي الإرهاب الذي تريده الولاياتالمتحدة وأدي إلي تكبدها خسائر فادحة سواء سياسياً ومالياً واستراتيجياً لذا أصبحت تريد فناءً خلفياً بالشرق الأوسط والمنطقة العربية يستطيع أن يرفع عن كاهلها العبء المادي والعسكري وإن كان ذلك سوف يقلب الطاولة بالكامل ويضع حليف الأمس ليصبح عدو اليوم. ويشير أبوالخير إلي أن الجمهوريين يقودون حرباً ضد أوباما مستخدمين قانون "جاستا" لصالح المرشح ترامب الذي سوف يستغل هذا القانون في حالة فوزه في انتخابات الرئاسة وانتهاء انتخابات الكونجرس المقرر لها 8 نوفمبر القادم. أضاف أن خريف الغضب من الواضح أنه بدأ مبكراً بين واشنطنوالرياض وسوف يتصاعد ليطال دولاً عربية أخري من المتوقع أن هذا القانون المعروف بمقاضاة رعاة الإرهاب سوف يكون بداية لقوس سوف يفتح وهم يغلق بالسعودية فحسب فهو ناقوس خطر يقرع ليوقظ العرب من غفلتهم ومن ثم فلابد من الاصطفاف خلف السعودية في مواجهة العبث والابتزاز بقانون "جاستا". د. وحيد عبدالمجيد أستاذ العلوم السياسية والخبير بمركز الدراسات السياسية والاستراتيجية بالأهرام يقول: لا شك أن رفض الفيتو للرئيس الأمريكي يبعث أوراق اللعبة السياسية التي كانت معه سلفاً معتبراً أن السعودية أكبر وأهم حليف وصديق استراتيجي للأمريكان بالمنطقة وهو ما يشير لوجود صراع محموم وصارخ بين الكونجرس وأوباما باستخدام قانون جاستا الذي يمنح صك المقاضاة للحكومة السعودية من قبل أهالي ضحايا 11 سبتمبر 2001 وهو لا يعدو كونه صداماً بين الديمقراطيين والجمهوريين حول مكافحة الإرهاب فعندما نتابع عن كتب ردود أمثال أوباما ومن قبله ترامب والعديد من الصقور داخل المجتمع الأمريكي وتحت قبة الكونجرس لمجلسيه النواب والشيوخ نجد الإجابة أن الخريطة السياسية لأمريكا يتم تغييرها وتعديل بوصلتها فهناك اتجاه معادي لسياسات السعودية في مشهد محاربة الإرهاب وقد تباري الكثير من صناع السياسة الأمريكية السابقين والحاليين لتوجيه الانتقادات اللاذعة للرياض بشأن رؤيتها وتعاطيها مع الأحداث الإرهابية لذا كان القرار الكارثي من الكونجر برفض فيتو أوباما الذي لم يحدث طوال استخدام الرئيس الأمريكي لحق الرفض طوال 8 سنوات لذا يتضح أن هناك أمرا ما يدبر ويحاك ضد الشرق الأوسط والمنطقة العربية يستلزم الوقوف علي قلب رجل واحد لمواجهته وعدم ترك السعودية تواجهه بمفردها فمن المرجح أن يتعدي حدودها ومن ثم يخدم مصالح إسرائيل ويقوض الدور العربي بشكل كبير. نهي بركات أستاذ العلوم السياسية بالجامعة الأمريكية: المواجهة الحادة بين الكونجرس وأوباما والتي أسفرت عن الاطاحة بالسعودية من خانة الصديق لتصبح في مربع العدو يشير إلي أن قواعد اللعبة السياسية التي يقف وراءها صقور السياسة الأمريكية سواء بمجلس الشيوخ والنواب تشير إلي أن صانع السياسة الأمريكية يري السعودية ترعي وتحمي الإرهاب من خلال سياسات وتمويلات ودعم لوجيستي وغطاء سياسي من شخصيات اعترف أحد الإرهابيين الضالعين في هجمات 11 سبتمبر ويدعي زكريا موسوي أن شخصية مرموقة في السعودية قامت بتمويل الإرهابيين لتنفيذ هجمات 11 سبتبمر 2001 وهو ما لم يثبت طوال الفترة منذ وقوع الحادث من خلال التحقيقات والمحاكمات التي جرت لذا يكتشف أن هناك مؤامرة وعملية مدبرة للايقاع بين أمريكا والسعودية ومن وراء المملكة الدولة العربية لكون المملكة ليست دولة صغيرة بل أحد أهم وأكبر الركائز في المنطقة العربية لذلك أري أن هناك منحني خطيراً أو ينذر بصدام جاء في سياسات أمريكا تجاه الشرق الأوسط والعرب تحديداً يرسل رسالة مفادها أن الإرهاب الذي يروع العالم يأتي من الدول العربية وعليه فيجب أن تحاربوه وتدفعوا الأموال وتخوضوا الحروب من أجل إيقافه متمثلاً في داعش وغيره من المنظمات الإرهابية وكأن داعش ليست صناعة أمريكية بامتياز.