استفزني خبر عودة الدكتور أحمد نظيف رئيس الوزراء الأسبق للعمل مرة أخري أستاذا بكلية الهندسة جامعة القاهرة.. فقد صرح الدكتور جابر نصار رئيس الجامعة أن الرجل من حقه العودة للتدريس طالما برأته المحكمة من تهمة الكسب غير المشروع والقضايا الأخري التي كان متهما فيها.. ومنذ أشهر عاد أحمد عز أمين التنظيم بالحزب الوطني المنحل إلي مجده وامبراطوريته الحديدية ليفرض سطوته علي عالم المال والأعمال.. كذلك نفس الوضع بالنسبة لجمال وعلاء مبارك وحسين سالم الذين يمارسون حياتهم بشكل طبيعي وغيرهم وكأن شيئا لم يكن .. ليثور تساؤل مهم لماذا قامت الثورة وعلي من اشتعلت بالضبط؟ لسنا ضد أن يأخذ كل انسان حقه وتتم تبرئته إذا لم يكن مذنبا ويعود لممارسة حياته الطبيعية ولكننا ضد أن تعود الوجوه القديمة التي كان لها دور كبير فينشر الفساد والظلم والديكتاتورية للظهور مرة أخري علي الساحة بطريقة تعدينا لعهد ما قبل الثورة التي قامت من أجل تحقيق العدالة الاجتماعية والقضاء علي الفساد ولم يتحقق من ذلك شئ حتي الآن.. فلا هذه الوجوه اختفت ولا العدالة الاجتماعية تحققت ولا الفساد انتهي. صحيح أننا في مرحلة انتقالية ولابد ان تمر فترة من الزمن حتي تتحقق أهداف الثورة ولكن مرت حتي الآن خمس سنوات ولم نر بوادر انفراجة بعد.. واذا كان القانون قد منع أحمد عز مثلا من الترشح لعضوية البرلمان مرة أخري كان من الأجدر أن يقاس علي منواله أحمد نظيف فلا تتم عودته لجامعة القاهرة مجددا لأنه ليس من المستبعد اذا كان الأمر كذلك أن يطالب بعودته رئيسا لمجلس الوزراء طالما حصل علي البراءة والقانون يسمح له بذلك. المفروض علي هذه الوجوه وأمثالهم من فلول الحزب الوطني المنحل الخجل من أنفسهم والتواري في الظل رحمة بأعصاب الشعب المصري الذي ذاق علي أيديهم مرارة الظلم والفقر والذل والهوان في بعض فترات حكم الرئيس المخلوع حسني مبارك.. فقد ثار الناس وطالبوا بوجوه يكون عنوانها النزاهة والشرف والأمانة. نحن نعلم أننا نسير في الطريق الصحيح ونحقق انجازات في بعض المجالات الا ان الفساد مازال يعشش في أوصال المجتمع واستئصاله يحتاج لتضافر جهود كافة أفراد أطياف الشعب حتي نشعر بقيمة الثورة ولا نعطي فرصة لاعداد الوطن للصيد في الماء العكر. إشارة حمراء تحولت جلسة حوارية بين المحامي نبيل الوحش والشيخ مصطفي راشد مفتي أستراليا إلي حلبة مصارعة في مشاجرة استخدم فيها الطرفان الأحذية والكرامي والأيدي والألفاظ البذيئة التي يندي لها الجبين وذلك علي الهواء ببرنامج "صح النوم" علي فضائية "LTC".. فلا رجل الدين التزم بتعاليم الاسلام في أدب الحوار ولا رجل القانون التزم بضبط النفس وعدم التعدي علي الآخرين.. يا سادة ما هكذا يكون الحوار والنقاش فالظهور علي الفضائيات له قواعده وفي مقدمتها أن من يظهر علي الشاشة يجب أن يكون قدوة لمن يشاهده خاصة إذا كان من أهل الدين أو القانون فالمجتمع "مش ناقص بلطجة".