ارتفع عدد ضحايا حادث مركب رشيد المنكوب الذي وقع الأربعاء الماضي قبالة سواحل مدينة رشيد علي بعد 12كم من بوغاز رشيد إلي 169 شخصا. بعد انتشال عدد من الصيادين جثة لطفل يبلغ من العمر 5 سنوات بدون رأس دفعتها الأمواج لشاطئ البحر وتم وضعها في كيس حفظ الموتي ونقلها للمشرحة. وبعد مرور 5 أيام علي وقوع الكارثة البشرية وصلت حدة غضب أهالي الضحايا لذروتها ووقعت العديد من المشادات والاحتكاكات بينهم وبين مسئولي أجهزة محافظة البحيرة. بعد اتهام الأهالي للمحافظة بالتراخي في انتشال جثث الضحايا وهو ما نفاه مسئولو المحافظة. من ناحيته قال د. محمد سلطان محافظ البحيرة إن المهندس شريف إسماعيل رئيس مجلس الوزراء وافق علي الدفع ببارجة تابعة لشركة رشيد للبترول تحمل رافعة لرفع حمولة 100 طن وسيرافقها 10 غطاسين لانتشال باقي ضحايا المركب مشيرا إلي أنه تم تحديد مكان المركب الغارق بمياه المتوسط وتم البدء علي الفور في تركيب قوائم معدنية تمهيدا لانتشاله من قاع البحر. التقت "المساء" عددا من أهالي الضحايا فقال محمد عبدالسلام من أسيوط: "يرضي مين اللي عمله المسئولون اللي في محافظة البحيرة.. سايبين ولادنا في البحر للسمك يأكلوهم من 5 أيام". أما أحمد السنون من القليوبية فيقول: "أحنا أتأكدنا أن ولادنا ماتوا ومش طايلين ناخد جثثهم نسترها.. وأقسم أن السبب في تضاءل فرصة العثور عليهم احياء مسئولو المحافظة والدولة الذين لم يتحركوا بجدية منذ وقوع الحادث. وبعد 5 أيام عندما تأكدوا من موت ولادنا جابوا بارجة عشان تنتشل المركب "وش النحس" وتساءل لماذا لم تأت البارجة منذ وقوع الحادث". أما ليلي محمد من الفيوم فتقول: "ولادنا في البحر ماتوا وعفنوا.. واحنا كمان علي الشط عفنا وريحتنا طلعت". وأضافت: "لنا 5 أيام لم نغسل وشوشنا وخاصمنا الأكل والشرب يرضي مين ده".. وفجأة دخلت في نوبة بكاء وعويل وهي تنادي "جايلك يا حبيبي" وتحاول إلقاء نفسها في البحر للحاق بنجلها. الا أن الأهالي منعوها. ويشير أحمد عبدالسلام أحمد من المنوفية إلي أن تأخير استخراج جثث الضحايا أصاب أهاليهم بالغضب العارم. خاصة بعد أن فقدوا الأمل في العثور عليهم احياء.. ورصدت "المساء" مرابطة أهالي الضحايا لشاطئ المتوسط لليوم الخامس انتظارا لانتشال جثث أقاربهم وذويهم.