كان ابي يري كل ذلك ويستشعر الحزن والالم بدون ان يستطيع التصريح بذلك.. ولذلك كان دائماً يشكو لي همه ومعاناته في التعامل مع امي واختي وان صبره وقوة احتماله لتلك الحياة مصدرها المحافظة علي انا ولانني كنت احب ابي حباً جنونياً فقد كنت اهون عليه كل شيء واتحمل الضغط العصبي والنفسي كي لا اعرضه للحزن. مرت السنوات سريعاً وتخرجت اختي من الجامعة بينما كنت لا ازال في الثانوية العامة اجتهد واذاكر كي احقق حلم ابي في الالتحاق بكلية الهندسة لاستطيع مواصلة مشوار نجاحه في المكتب الاستشاري الذي يمتلكه بعد ان رفضت اختي مساعدته في عمله بإيعاز من امي التي كانت تسعي جاهدة لايجاد عريس لها بعد ان فشلت في خطبتها اكثر من مرة وحقق الله امنية ابي والتحقت بكلية الهندسة. بعد عامين فقط صمم ابي علي نزولي معه مجال العمل وكأنه كان يستشعر انني امله ولم ارفض فقد كان كل ما يسعده يسعدني. وبالفعل عقب التحاقي بالعمل لديه ومواصلة دراستي بالكلية عاماً واحداً لقي ربه اثر وعكة صحية مفاجئة وزلزلت الصدمة كياني بشدة فقد رحل الاب والصديق ورحلت معه سعادتي للابد وفوجئنا جميعاً بأن والدي خصص لي في ميراثه الجزء الاكبر دون اختي وامي الامر الذي ازعجهما كثيراً لتزداد سوء العلاقات بيننا اكثر وصممت علي نفض حزني علي ابي ومواصلة مشواره الناجح بمعاونة صديق والدي وابنه اللذان يعملان بالمكتب واحسست بمشاعري تتجه نحو ابن صديق والدي وهو مهندس ناجح وشاب طموح ولكنني للاسف كانت مشاعره تتجه نحو اختي التي استطاعت خلال فترة وجيزة الاستيلاء علي قلبه ومشاعره ليس لانها تحبه ولكن لتستخدمه كي أتنازل عن ميراثي. بالفعل نجح في اقناعي بتقسيم الميراث وتخصيص جزء منه لاختي وامي وبعدها انقلبت اختي ضده واخذت تصده فكان يشكو لي منها ويطلب مني مساعدته في مقابلتها والتحدث معها وحاولت جاهدة التوفيق بينهما بما امتلكه من تسامح لمن اساء إلي ولكنها رفضت تدخلي واكدت لي بأنه ليس الشخص المناسب لها وانها تعلم يقيناً بأنني احبه وكان ارتباطها به فقط من اجل ان تثبت لي وللجميع بأن كل شيء تريده تأخذه. جن جنوني وانا استعطفها ان ترحمه من العذاب ولكنها كانت قد عقدت العزم علي السفر للعمل بالخارج وكالعادة وقفت امي بجوارها تساندها وتناصبني العداء وبالرغم من حزني الا انني في قرارة نفسي كنت سعيدة لسفرها وبعدها عني وعنه ومرت الايام سريعاً لتزيد من ارتباطي به وتقربي منه ليفاجئني بطلب الزواج ولانني أحببته وافقت دون تردد بالرغم من معارضة امي الا انني صممت علي ذلك بل زاد اصراري علي عقد القرآن سريعاً لانني كنت متأكدة بأن اخباري ستصل سريعاً لاختي وانها كعادتها ستفعل المستحيل للتفريق بيننا. مرت ثلاثة اشهر سريعة كنا خلالها نعد العدة لحفل الزفاف وتجهيز شقة الزوجية لافاجئ بنزول اختي في اجازة طويلة وتشائمت في قرارة نفسي الا انني صممت علي مواجهتها والدفاع عن حياتي التي كانت السبب في تدميرها وكان زوجي في بدء الامر لايعيرها اهتماماً ولكنها ايضاً استطاعت بدهائها ومكرها ان تجذبه نحوها مرة اخري لافاجئ به يدافع عنها ويلتمس لها الاعذار في تصرفاتها وكان الطامة الكبري عندما اعلننني بضرورة تأجيل زفافنا بحجة تأخير تجهيز الشقة ولكنني كنت اعلم يقيناً بأن قلبه معها وانه يريد التأكد من مشاعره. احسست بطعنة الغدر ورفضت بالرغم من ذلك الاستسلام الا انه اتضحت مشاعره نحوها عندما تقدم لها من يريد الزواج منها فكان زوجي اول من رفض بحجة انه يكبرها بعشر سنوات ووافقته هي علي الفور واحسست بأنني هزمت في معركتي ضدها للحفاظ علي زوجي وتخوفت من اتمام الزواج رغماً عنه لانني كنت اعلم بأنه سيتزوجني حفاظاً علي وعده لي وليس لانه يحبني واحسست بأنني ساخاطر بمستقبلي مع شخص ضعيف الشخصية ينحني لمن غدرت به وتلاعبت بمشاعره. اكدت الزوجة امام ايمان صالح "خبيرة" بمكتب تسوية المنازعات الاسرية بمحكمة الاسرة بضرورة طلاقها خلعاً من زوجها لانها لاتستطيع الحياة معه علي غش وخداع ولاتستطيع ايضاً ان تتبرأ من اختها التي ستظل دوماً تهدد حياتها وتنقض علي حياتها. رفض الزوج الحضور لجلسة المصالحة مع زوجته بحجة سفره لتصمم الزوجة علي رفع الدعوي للمحكمة للفصل فيها.