نحن نطلق علي الصين بأنها دولة شيوعية.. بمعني أنه يتساوي فيها الفقير مع الغني.. والفروق بينهما تكاد تكون ضعيفة.. والصين يبلغ تعدادها الآن أكثر من مليار ونصف مليار نسمة. ولكن الصين تحولت بفعل الزمن إلي دولة رأسمالية. وهي ثاني أو ثالث اقتصاد في العالم بعد الولاياتالمتحدة وروسيا.. وتضم الصين الآن مئات المليونيرات نتيجة لامتلاك الآلاف بل الملايين من سكانها مشروعات ضخمة تدر عليهم ملايين أو مليارات الدولارات بالعملة الأمريكية. ويبدو أن العادات والتقاليد الصينية تجعل عقد الزواج أبدياً.. بحيث لا يستطيع رجل صيني الانفصال عن زوجته والعكس صحيح.. لكن أمام المحاكم الصينية الآن ملايين القضايا المرفوعة للطلاق سواء من الزوج أو الزوجة. وفقاً لبيانات صادرة عن وزارة الشئون المدنية الصينية فقد سجلت المحاكم الصينية نحو 3 ملايين و800 ألف قضية طلاق في البلاد خلال العام الماضي فقط. وأشهر قضية طلاق في العالم.. بل أغلي قضية علي الإطلاق في تاريخ الصين ان وافق ملياردير صيني علي أن يدفع لزوجته ملياراً و100 مليون دولار أمريكي لكي تتم إجراءات انفصالهما رسمياً. وكما ذكرت البوابة نيوز أن الملياردير "تشو ياهو" وهو رئيس مجلس إدارة شركة ألعاب الفيديو علي الإنترنت المعروفة باسم "كونلون تيك بكين" قد وافق في اتفاقية لتسوية قضية طلاقه المرفوعة أمام إحدي المحاكم في بكين علي نقل مئات الملايين من الأسهم المملوكة له بشكل مباشر أو غير مباشر في الشركة لزوجته "لي تشيونج" وفقاً لما ذكرته صحفية "ساوث تشاينا مورنينج بوست" الناطقة بالإنجليزية. وكانت ثروة الزوجين قد قدرت في وقت سابق من هذا العام بحوالي 5.3 مليار دولار من قبل مجلة "هورونا ريبورت" المتخصصة في متابعة أحوال الأغنياء وأصحاب الثروات في الصين. وجدير بالذكر ان أعداد قضايا الطلاق قد تزايدت في الصين في السنوات الأخيرة مع حدوث تغيرات ملحوظة في تقاليد المجتمع الصيني الذي أصبح أكثر انفتاحاً وتقبلاً لفكرة الطلاق عما كان عليه في الماضي. والطلاق بين الزوجين يختلف من مجتمع إلي مجتمع.. وكذلك في الأديان.. فمنها ما هو أبدي أي يكون الانفصال بينهما شبه مستحيل مثل الديانة المسيحية التي تنظم حالات الطلاق ولا تسمح بها إلا في حالات خاصة. أما عندنا نحن المسلمين فإن الزوجة تصبح مطلقة بمجرد أن يقول لها زوجها "أنت طالق" ورغم ذلك فإن الرسول عليه الصلاة والسلام يقول: "إن أبغض الحلال عند الله الطلاق" أو ما معناه. وقد شهدت محاكم الأسرة في مصر عشرات الآلاف من قضايا الطلاق المرفوعة من الزوج أو الزوجة.. وكلها لأسباب متعلقة بسلوك الزوج أو الزوجة.. كأن يكون الزوج عاطلاً.. أو مدمنا.. أو بخيلاً أو أي شيء من هذا القبيل فتقول الزوجة إن العشرة بينهما أصبحت مستحيلة. وقد يتهم الزوج زوجته في الخروج من بيتها دون إذن منه فلا يعرف أين كانت. أو قد يتهمها بفعل فاحش فتكون العشرة بينهما أمراً غير مرغوب فيه.. وهكذا. والأزواج الأسوياء يتجاوزون الخلافات بينهم ما لم يكن هناك فعل فاضح ارتكبه أحدهما. لكن ان يدفع الرجل مليار دولار و100 مليون دولار ثمناً لطلاق زوجته فلا شك أنه تصرف مجنون.