كانت الذكري ال15 لهجمات 11 سبتمبر 2001. هي المناسبة التي حول فيها المرشحان لانتخابات الرئاسية الأمريكية في نوفمبر المقبل. عن الحزب الديمقراطي هيلاري كلينتون وعن الحزب الجمهوري دونالد ترامب تركيزهما في حملاتهما الانتخابية نحو الأمن القومي وخططهما لتعزيز قدرات البلاد الأمنية والدفاعية والوسائل التي يراها كل منهما أكثر نجاعة لمواجهة التهديدات الإرهابية. ويبقي الجديد فيها هو تأكيد كلينتون أنها ستسخر جهودها لاستهداف زعيم "داعش" أبو بكر البغدادي. فالقضاء علي أسامة بن لادن -كما قالت- ساهم كثيرا في تقليص التهديدات الإرهابية. في حين بدا دونالد ترامب أكثر وضوحا فيما يتعلق بتأسيس شراكة مع روسيا من أجل محاربة داعش. خطط المرشحين لمواجهة التهديدات الإرهابية ونظرة كل منهما لواقع البلاد الراهن وما إذا كانت أكثر حصانة وأمنا أو أكثر عرضة لهجمات جديدة. كانت ولا تزال من أكثر القضايا التي يدور حولها النقاش والجدل لاسيما وأن هناك فروقا واضحة وكبيرة في موقفي المرشحين خاصة علي مستوي الخطاب. فترامب يحاول أن يظهر أكثر قوة وصرامة في مواجهة التهديدات الإرهابية. في حين أنه علي مستوي التطبيق والممارسة -كما يري بعض المعلقين- لا يقدم جديدا يختلف كثيرا عما قام به الرئيس باراك أوباما وتتعهد بمواصلته هيلاري كلينتون. ويظل الاختلاف الرئيسي في برنامجي المرشحين -كما يقول المدير المشارك والباحث في قضايا الأمن في مركز "أطلانتيك" آليكس وورد- يتمثل في أن خطة ترامب أحادية أكثر. في وقت تبدو خطة كلينتون تعددية. ويعتبر وورد أن ترامب سيعزل أمريكا عن العالم. وسيركز علي قدراتها التدميرية وحدها للقضاء علي داعش. ويعتقد أن ترامب لا يملك حقيقة خطة ملموسة لتنفيذ ذلك كله. في حين تركز كلينتون في المقابل علي توسيع عمل الاستخبارات والعمل مع الشركاء والحلفاء. ولديها خطة أوضح لمواجهة الإرهاب. وفق ما يري وورد. ويؤكد ترامب أنه سينهي التنظيم تماما وأنه سيطلب في أول شهر بعد توليه الرئاسة خطة من القادة العسكريين لهذا الغرض دون أن يكشف عن أي تفاصيل. معتبرا أن كشف التفاصيل يخدم التنظيم. في المقابل. تعتمد كلينتون في خطتها لمواجهة الإرهاب الإجراءات ذاتها المطبقة حاليا لكن مع التوسع فيها سواء تعلق الأمر بالهجمات بطائرات من دون طيار أو عمليات التحالف ضد داعش. وكذلك التعاون في مجال الاستخبارات وتعزيز الإجراءات التي تمكن من تجفيف مصادر تمويل التنظيم ومنعه من تجنيد المقاتلين بما في ذلك عبر الإنترنت. ويقول آليكس وورد إن تركيز الناخب الأمريكي سيكون علي معرفة أي من المرشحين سيجعل البلاد أكثر أمنا خلال رئاسته. مضيفا أن هزيمة داعش التي لم تتحقق خلال فترة أوباما ستكون جزءا من إرث الرئيس القادم.