ذكرت وسائل إعلام حكومية والمرصد السوري لحقوق الإنسان إن الجيش السوري استعاد حيا مهما في حلب كان خسره للمعارضة الشهر الماضي ويتقدم في هجوم جنوبيالمدينة لتضييق الخناق علي مقاتلي المعارضة وإذا استمر تقدم القوات الحكومية في حي الراموسة فإنه سيقضي تقريبا علي كل المكاسب التي حققتها المعارضة اثناء هجوم مباغت الشهر الماضي ويشدد الحصار علي مناطق تسيطر عليها المعارضة في شرق حلب ويسهل وصول الجيش إلي مناطق في قبضة قوات الحكومة في غرب حلب عبر جنوبالمدينة. ويهدف خط ثان للهجوم يشمل قري جنوبي حلب والمدعوم بما وصفه أحد المقاتلين الموالين للحكومة بأنه قصف من "الغسق للفجر" إلي عزل تلة العيس التي سيطر عليها مقاتلو المعارضة في مايو وتتحكم في إطلاق النار علي المنطقة..لكن مصدراً بالمعارضة قال إن مقاتلي المعارضة مازالوا يسيطرون علي جزء من الراموسة. وأصبحت المعركة للسيطرة علي حلب محور تركيز كل من الرئيس بشار الأسد ومقاتلي المعارضة السنة الذين يسعون للإطاحة به..ويلقي الأسد دعما من مقاتلين شيعة من العراق ولبنان بالإضافة إلي الحرس الثوري الإيراني وسلاح الجو الروسي وفي مطلع أغسطس تقدم مقاتلو المعارضة في جنوب حلب مما منحهم السيطرة علي حي الراموسة السكني ومجمع للكليات العسكرية إلي الغرب منه مباشرة بالإضافة إلي مشروع 1070 السكني إلي الغرب منهما. وفتح تقدم المعارضة ممرا إلي أجزاء تحت سيطرتها في حلب يسكنها ما لا يقل عن 250 ألف شخص كانوا تحت الحصار لأسابيع بينما أجبر الحكومة علي استخدام طريق أطول وأخطر للوصول إلي مناطقها في المدينة. ومع تصاعد القلق الدولي جددت الأممالمتحدة الدعوة إلي وقف للقتال مدته 48 ساعة للسماح بدخول المساعدات إلي المدينة لكن الجهود التي تبذلها روسيا والولايات المتحدة من أجل الاتفاق علي شروط لهدنة تسير بخطي بطيئة. وبحث وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف ونظيره الأمريكي جون كيري في اتصال هاتفي أمس الخميس تعاونا محتملا لتسهيل دخول المساعدات. وقتلت الحرب الدائرة في سوريا منذ أكثر من خمس سنوات مئات الألوف وشردت 11 مليون شخص أو نحو نصف عدد سكان سوريا قبل الحرب واجتذبت قوي إقليمية ودولية وأثارت هجمات لمتشددين إسلاميين في أرجاء العالم وأوجدت أزمة دولية للاجئين. قال المرصد السوري إن الجيش السوري وحلفاءه تمكنوا من استعادة السيطرة علي كامل حي الراموسة وعرضت قناة الميادين التليفزيونية المؤيدة للحكومة لقطات لمذيعها يتحدث من الراموسة وهو يقف قرب أكوام من الأنقاض وجدران تظهر عليها آثار قصف. وقال مصدر عسكري سوري في وقت سابق إن وحدات من الجيش بالتعاون مع القوات الحليفة نفذت عمليات مكثفة خلال الساعات القليلة الماضية علي بؤر التنظيمات الإرهابية في منطقة الراموسة جنوب مدينة حلب أسفرت عن السيطرة علي معمل الغاز والدباغات والمسلخ ومبني البريد ومنطقة الحاجز العسكري. وقال المرصد إن جزءا من مشروع 1070 السكني ومدرسة مازال في أيدي مقاتلي المعارضة. وذكرت وسائل إعلام حكومية أن الحكومة تسيطر الآن علي طريق يمتد وسط الراموسة إلي الأحياء الغربية في حلب من جهة الجنوب مما يعني أن الإمدادات لن تمر بعد الآن من شريط ضيق من الأراضي يسيطر عليه الجيش حول شرق وشمال المدينة. وكان ذلك الطريق الشمالي إلي المدينة طريق الكاستيلو هو نقطة الوصول الرئيسية للمعارضة إلي حلب حتي يوليو عندما سيطر عليه الجيش ووضع مقاتلي المعارضة تحت الحصار. وذكرت وسائل اعلام حكومية أن طائرات حربية هاجمت مواقع وتحركات لمقاتلي المعارضة حول قرية خان طومان علي بعد سبعة كيلومترات جنوب غربي الراموسة والتي استولي عليها مقاتلو المعارضة في مايو.