أسعدني كثيراً خبر قرأته بالأمس يقول إن نائب وزير خارجية مصر. السفير حمدي لوزا قد وقع أمس الأول - الثلاثاء - وثيقة انضمام مصر إلي معاهدة الصداقة والتعاون لرابطة دول جنوب شرقي آسيا المعروفة باسم "آسيان". وذلك بمدينة "فينتيان" عاصمة جمهورية لاوس. أما لماذا تم التوقيع في لاوس. فلأنها رئيس الدورة الحالية للرابطة. والتي تستضيف عاصمتها اليوم اجتماعات قمة الرابطة. ورابطة الآسيان. أنشئت في أغسطس عام 1967. أي أنها تكمل نصف قرن من عمرها العام القادم. وتضم الرابطة عشر دول. هي: أندونيسيا "دولة المقر" - فيتنام - كمبوديا - تايلاند - سنغافورة - الفلبين - مينامار - ماليزيا - لارس.. وبروني. وربما فيما عدا أندونيسيا وبروني. فإن بقية دول الرابطة تقع - جغرافياً - في اليابسة المحصورة بين العملاقين الآسيويين: الصين والهند. ورغم ذلك لا تضم الرابطة الدولتين في عضويتها. لأنها لا تريد أن يطغي عليها نفوذ أي من الدولتين. مع احتفاظها بعلاقات طيبة معهما. وبعض هذه الدول لها تجارب اقتصادية واجتماعية ناجحة استحقت عليها لقب "النمور الآسيوية" مثل سنغافورةوماليزيا.. وفي الطريق فيتنام التي انطلق اقتصادها عقب انتهاء حربها ضد الولاياتالمتحدة في سبعينيات القرن الماضي. ووحدت شطريها الجنوبي الرأسمالي والشمالي الشيوعي وانصهرت في بوتقة واحدة. والولاياتالمتحدة حريصة دائماً علي أن تبعث برئيسها لحضور قمم دول الرابطة لما لها ولمنطقة جنوب شرقي آسيا من أهمية بالغة في السياسة الأمريكية.. وقد توجه الرئيس أوباما من قمة دول مجموعة العشرين في الصين رأسا إلي لاوس لحضور قمة دول الرابطة اليوم. وفور وصوله أدلي بتصريحات طريفة عبر في بدايتها عن سعادته لأنه أول رئيس أمريكي يزور لاوس. وعن حزنه في نهايتها لأنه كان يريد أن يستمتع بركوب فيل بعد أن عرف أن لاوس يطلق عليها لقب "بلد المليون فيل". لكن طاقم حراسته يرفض ذلك. أما سبب سعادتي بانضمام مصر لعضوية هذه الرابطة. فلأن هذا جزء من دبلوماسية مصرية نشطة وشديدة الوعي. وتبحث عن أي موقع يمكن أن تجني مصر خيراً من وراء التواجد فيه لكي توثق علاقة مصر به. وتجعل لها موضع قدم في ساحته. وقد كشفت هذه الدبلوماسية عن نفسها خلال العامين الماضيين بالذات خلال رئاسة السيسي بالسعي للانضمام إلي كل تجمع إقليمي أو عالمي تكون لمصر مصلحة في عضويته. وسبق أن أقامت علاقة قوية مع مجموعة دول "البريكس" الاقتصادية التي تضم روسيا والهند والصين والبرازيل وجنوب أفريقيا. وانضمت إلي البنك الآسيوي. ويكفي أن رابطة دول الآسيان موجودة منذ 49 سنة ولم تنضم مصر إليها إلا الآن. وأن سيناء. هي الجزء الجغرافي الذي يجعل مصر دولة آسيوية. كما يجعلها الوادي دولة أفريقية ويمنح الاثنان مصر حق الانضمام إلي أي تجمعات داخل القارتين. عندما تتفرغ القيادة للعمل من أجل مصلحة مصر. كما هو حادث الآن. فسوف تكتشف أن مصلحة مصر هي باتساع العالم كله.