لا ينكر أحد أن أنشطة هيئة الكتاب زادت أضعافا مضاعفة في عهد الدكتور هيثم الحاج. خاصة معارض الكتاب في الخارج وفي المحافظات إلي جانب معرض الكتاب الدولي. فضلا عن أنشطة المكتبات المتحركة التي تجوب كل مكان. والأنشطة الثقافية الأخري التي لم تعد موسمية وإنما نجدها طوال العام. لكن ما يؤلم المثقف أن قطاع النشر لا يزال يعاني من الترهل وقد توارد عليه الكثير والكثير من المديرين من أساتذة الجامعات والنقاد والأدباء المتخصصين. وحاولوا أن ينقذوا الحال لكن بقي الحال كما هو عليه. يعاني من سلبيات عديدة يعلمها المثقفون جميعهم. ولا يتعلق كلامي بالدكتور الناقد شريف الجيار مدير قطاع النشر بالهيئة حاليا. لكن أتحدث عن المنظومة نفسها وما يشوبها من أخطاء. فقد تحدث كثيرون عن اختصار وقت الفحص والقراءة لدي لجان الفحص إلي شهر أو شهرين ولكن لا يزال الوقت يمتد حتي سنة وسنتين. وتحدثوا عن أن الهيئة مسئولة عن الرد علي صاحب الكتاب بالإفادة بموقف الكتاب من النشر وفي حالة عدم الموافقة علي النشر يتم رد الكتاب إلي صاحبه. وهذا أيضا لم يحدث ويظل الكتاب في جب عميق أشبه بجب يوسف عليه السلام. وتحدثوا عن الوساطة والمحسوبية وقالوا إن عهدها قد انتهي للأبد لكن يفاجأ الجميع بأنها تغرز أنيابها في جسد كل من ليس له وساطة. فيتقدم المقربون وأصحاب الحظوة وتخرج مؤلفاتهم إلي النور في أسرع وقت بينما تظل الكتب الأخري المغضوب عليها في الظلمات. لا تتحرك قيد أنملة مهما راح صاحبها أو جاء وتردد علي قطاع النشر. وأود أن اسأل رئيس الهيئة سؤالا واحدا أتمني أن يجيبني عليه هو لماذا لا يضع قطاع النشر في الهيئة محل اعتباره واهتمامه ويراجع الأمور بنفسه ويعلم كم هي الكتب المركونة علي ذمة النشر منذ سنوات ولم تتحرك بها عجلات المطابع دون أسباب واضحة؟ أثق في أن الدكتور هيثم والدكتور شريف يتفهمان مقصدي للصالح العام ولن يضعا كلامي في ميزان أن لي كتابين أو ثلاثة موجودين ضمن الكتب المغضوب عليها منذ سنوات وجف حلقي من الاتصالات والسؤال عنها دون جدوي. ولست إلا مثالا للكثيرين والكثيرين من الأدباء والمبدعين الذين لجأوا إلي هيئة الكتاب لنشر كتبهم وخذلتهم الهيئة دون أسباب معلومة. مع العلم أنهم مثلي لم يطبعوا كتبهم البتة خارج الهيئة. وأنا لدي 13 كتابا حتي الآن آخرها كان هذا الكتاب الذي زادني شرفا بعنوان "ثورة يناير لحظة بلحظة" وفيه وثقت كل أحداث الثورة داخليا وخارجيا وصنف علي أنه أفضل كتاب صدر في هذا الموضوع. أتمني من الله أن ينهض الدكتور هيثم الحاج بقطاع النشر لديه وأن يؤمن الدكتور شريف الجيار بأهمية وضرورة التواصل مع المبدعين ايجابيا. ليظل كلاهما كما عرفناه. ذلك الإنسان المثقف والمحترم.