نسبة غير قليلة من شباب هذه الأيام أصبحوا يفضلون "العزوبية" تحت شعار "محلاها عيشة الحرية" ويعتقدون ان الزواج كله مشاكل وانه يصيب الإنسان بالهم والغم وخاصة في ظل الظروف الاقتصادية التي نحياها إلا ان أحدث الدراسات التي اصدرها المركز القومي للبحوث كشفت ان الزواج يحسن الحياة ويجعل الأزواج يعيشون حياة أطول وان الرجال غير المتزوجين هم عرضة أكثر بنسبة 50% للوفاة عن طريق أمراض معدية وأكثر بنسبة 40% للوفاة نتيجة أزمات قلبية بينما تشير دراسات أخري الي ان معدل الوفيات بين الرجال غير المتزوجين يزيد عن اقرانهم المتزوجين بنسبة 250%. أشارت الدراسة الي ان الزواج يزيد من قدرة الزوج علي كسب العمل ويجعله يتقاسم النفقات والمصاريف مع الشريك ولن يحتاج الاتفاق الأموال الكثيرة علي عشاء فاخر لمواعدة أو لتقديم إحدي الهدايا الفاخرة من حين لآخر. وأكدت الدراسة أيضا ان الزواج يعني ان هناك شخصاً سيقف الي جانبك ويدعمك طيلة الوقت ومهما تغيرت الظروف والاحوال من حولك كما ان احدي أهم مميزات الزواج انه لن يدعك تموت وحيداً والأكثر من ذلك ان الدراسة كشفت عن ان الزواج يجعل الزوج أكثر جاذبية للنساء!! في البداية تؤكد الدكتورة سامية خضر - استاذ علم الاجتماع بجامعة عين شمس ان الزواج الناجح يعطي للزوجين الأمان النفسي والعاطفي ويحقق الدفء في الحياة الزوجية مشيرة الي ان الزواج يمنح المشاركة لكلا الزوجين وعدم الشعور بالوحدة فكل يحتاج الي الآخر ليحصل علي الدعم النفسي والمعنوي والمرأة التي لا تشعر بوجود زوجها لا تعد من المتزوجات. وتنصح الدكتورة هناء المرصفي - استاذ علم الاجتماع بكلية البنات جامعة عين شمس: الكلمة الحلوة تعد مفتاح كل علاقة زوجية ناجحة مشيرة الي ان الزواج الايجابي يحتاج الي نوع من المثابرة والعطاء من أجل البقاء فالزواج المستقر فضل من الله تعالي ولهذا وصفه القرآن الكريم بالمودة والرحمة والسكينة. أضافت ان الزواج هو الممر الآمن لكل فتاة في تكوين اسرة مستقرة وهناك مقولة تتداول بين افراد المجتمع وهي "الزواج هو الاستقرار" فإن هذا المفهوم يعطي دفعة قوية للتفكير فيه باستمرار. أما الذين لا يؤمنون بفكرة الزواج.. فنجدهم في حالة من التخبط باستمرار وعدم الاتزان النفسي.. لأنهم في النهاية ليس لديهم طموحات أو احلام يستطيعون تحقيقها وهذا هو الفرق بين النوعين!! ويتفق د.أحمد البحيري - استاذ الطب النفسي مع ما جاء بالدراسة مؤكداً ان الزواج ركيزة هامة لاستقرار ولقاء الأسرة ويعطي للحياة معني كبيراً من خلال عطاء الأب لأولاده بعكس الذين يفضلون حياة العزوبية حيث انهم بمرور السنوات يجدون انفسهم لم يحققوا اي شيء في حياتهم واصبحوا يعيشون في وحدة قاتلة وبالتالي يكونون عرضة للإصابة بأمراض القلب والسكر بل والأمراض السرطانية نتيجة حالات الاكتئاب والإحباط التي يصابون بها نتيجة عدم وجود شريك للحياة. دعا الي ضرورة مواجهة مشاكل الزواج ومساعدة الشباب علي الزواج من خلال البعد عن العادات والتقاليد البالية التي تتمثل في المهور والشبكة الذهبية وغيرها لتسهيل الزواج بدلاً من تعقيده. كما دعا الي البحث عن بديل ل"الخاطبة" من خلال التواصل بين الأسر حتي يسهل التعارف بين الذكور والاناث. ويقول الدكتور سيد صبحي - استاذ علم النفس بجامعة عين شمس: ان هذه الدراسة تعطي مؤشراً بأن الحياة الزوجية والأسرية تطيل اعمار المتزوجين نتيجة العطاء للأولاد والعمل من أجل وصولهم الي أفضل المناصب. أضاف ان "العزاب" يصابون بالعديد من الأمراض نتيجة حياة العزوبية والعزلة والوحدة التي يعشها وفي أحيان كثيرة يموت العازب "وحيداً" ولا أحد يشعر به الا بعد أيام من وفاته. أوضح ان الدراسة اثبتت ان الزواج الناجح هو الذي يطيل العمر وليس اي زواج لأن هناك حالات طلاق كثيرة نتيجة فشل الزواج وعدم استطاعة الزوجين الحياة معاً. وتقول الدكتورة نادية رضوان - استاذ علم الاجتماع بجامعة قناة السويس: انها شاهدت خلال تجربتها بالولايات المتحدةالأمريكية اثناء حصولها علي درجة الدكتوراه ان غير المتزوجات ينتهي بهن الحال في دور المسنين نتيجة حياة الوحدة التي عاشوها سنوات طويلة ويتكيفن مع هذه الحياة بشكل كبير. تري ان الوضع مختلف بالنسبة للمرأة المصرية التي ترفض العنوسة وتعيش تحلم بشريك العمر مشيرة الي ان الظروف الاقتصادية الصعبة وانتشار البطالة وارتفاع الاسعار المخصصة للشقق السكنية تدفع الشباب الآن الي عدم الزواج مما أدي الي ارتفاع نسبة العنوسة.