* صعدت الروح الطاهرة للنقيب الشاب مصطفي عميرة إلي خالقها مساء الجمعة الماضي بعد رحلة طويلة دامت لثلاث سنوات قضاها علي سرير المرض صامتا متأثرا بما لحق به من إصابة من رصاص الخسة والندالة الذي أطلقه عليه أعضاء الجماعة الإرهابية في 16 من أغسطس عام 2013 وهو يؤدي عمله في تأمين قسم شرطة الأزبكية وكان يحمل بندقية آلية بعد أن قررت الدولة حماية منشآتها وتأمينها بعدما تعرضت إليه المنشآت من اعتداءات وحرق خاصة المنشآت الشرطية ولكنه لم يطلق من فوهتها طلقة واحدة ولو كان فعل ذلك لأسقط وحده عشرات القتلي والجرحي لكنه لم يفعلها وآثر السلم لكن عناصر الشر لا يدركون أن الدم مصري فأصابوه ليدخل من يومها في غيبوبة لأكثر من 3 سنوات. * ترك عميرة الدنيا وما عليها للطامعين فيها راضيا الشهادة ليبقي حيا عند ربه مع الأنبياء والصديقين كما تعهد رب العزة لعباده الذين ينالون الشهادة دفاعا عن الدين والوطن رحل ابن ال 26 ربيعا قضي منها 3 سنوات لا ينطق ولا يتحدث وذووه يتعذبون كل دقيقة ومن المؤكد أن غفلات من النوم كانت تأخذ بعضهم وهم يسهرون علي رعايته وتأخذهم الخيالات إلي أحلام كثيرة حلموا بها منذ دخوله كلية الشرطة عام 2006 في مقدمتها اختيار بنت الحلال والأفراح التي ستقام ليالي ومن من حلم بأن يحمل ذريته وهكذا وآخرون أخذتهم الذكريات إلي ما كان يسمعه من الضابط الشهيد من أحلام يريد تحقيقها علي المستوي الشخصي والعملي وآه من لوعة الفراق التي يشعرون بها الآن صحيح هم مؤمنون بقدر الله ومتأكدون أنه ذهب إلي من لا تضيع عنده الودائع وأنه انتقل إلي جنة الخلد ينعم فيها حتي قيام الساعة ولكن هيهات.. ما أصعب الفراق. * نعم عميرة ب مليون شهيد لأن ضميره رفض أن يفعل ما أقدم عليه الجبناء ولو فعلها واطلق الرصاص علي من كانوا يهاجمون القسم ما حاسبه احد لأنه خرج من معسكر الأمن المركزي الذي كان يعمل به ومهمته وزملاؤه هي تأمين مبني القسم وعدم السماح باقتحامه وأن القانون يكفل له استخدام كل ما يمكنه من ذلك واستخدام الرصاص ضد من يحملون السلاح لكنه لم يستخدم هذا الحق وكان يتمني أن يرتدع هؤلاء الجبناء ويتراجعون وينصرفون ويتوقفون عن العنف وكانوا هم وكعادتهم نموذجا رائعا للغدر وأصابوه وفشلت كل محاولات علاجه في الداخل والخارج حتي أن وزارة الداخلية نقلته إلي سويسرا في طائرة طبية مجهزة ومنها إلي ألمانيا حينما لم يستجب للعلاج وتكرر الموقف في ألمانيا وقرر الفريق الطبي المعالج له إعادته إلي مصر ودخل المركز الطبي العالمي وحرص قيادات الداخلية علي التواصل مع الفريق الطبي وكان الجميع يتمنون أن تكون هناك بادرة أمل واستجابة للعلاج لكن قدر الله دائما هو النافذ وقد حرص اللواء مجدي عبد الغفار وزير الداخلية علي زيارة الضابط في المستشفي ومتابعة حالته أولا بأول لكن ارتضي مصطفي أن يترك الدنيا بمساوئها ويصعد إلي السماء.