وسط هذه الأمواج والأفكار ونوبة الغضب التي تتردد في مختلف الأوساط حول الأزمة الاقتصادية والآثار التي تركتها علي أرض الواقع.. تداعيات متلاحقة وفي غمار هذه الأحداث يفجر النيل الخالد مفاجأته التي تفجر ينابيع الخير مما يبشر اننا سوف نتجاوز هذه الأزمات التي جاءت نتيجة تراكمات ظلت تتوالي بلا حسم أو ضوابط تدير الأمور بحكمة بحيث تحقق التوازن بين مطالب الجماهير ومسيرة التنمية التي تتطلع الدولة لتحقيقها بلا عثرات تعطل الاهداف التي تريدها مختلف الأجهزة المسئولة عن التنمية والارقام التي ترفوا إليها. حقيقة إنها معادلة صعبة خاصة أن نوبة الغضب تتعالي ولا يستطيع أحد أن يضع رأسه في الرمال وهو يستمع إلي الشكوي من ارتفاع الأسعار التي لم تفلت منها أي سلعة حتي لو كانت محلية بالاضافة لزيادة اسعار الكهرباء وفي الطريق زيادات أخري سوف تشمل البنزين ومشتقات البترول وتذكرة المترو كما ان انخفاض الدعم وما ينتظره من نوبات أخري سوف تجعله يختفي تماما. ومع مرور الوقت تتصاعد الأزمات ومعها صرخات من تلك الآثار التي الهبت كل الطبقات بالارتفاعات التي تصاعدت في ظل اختفاء الضوابط ومع الزيادة الرهيبة في عدد السكان التي التهمت الأخضر واليابس. الغليان يملأ الصدور وحملات التشكيك بلا توقف والسنة الحاقدين تبث سمومها وتتجاوز كل الخطوط الحمراء وغير الحمراء وتنذر باخطار كي تتضاعف نوبات الغضب بين الجماهير خاصة محدودي الدخل. وفي غمار هذه الأمواج المتلاحقة تصبح الدولة في موقف لا تحسد عليه لكنها تسعي جاهدة لتوضيح كل الحقائق وتضع أمام الشعب الصورة كاملة وتؤكد أنها تشعر بمرارة العلاج للحالة الاقتصادية لكنها لا تري بديلا لمواجهة هذه الصعاب وتلك التحديات إلا بروح الفريق ومشاركة الدولة همومها. ولتتوقف ألسنة المشككين فالدولة تعرف مرارة العلاج والأجداد قديما قالوا: ما الذي رماك علي المر قال: الأمر منه.. وتبذل أقصي جودها من أجل الخروج من هذه الأزمات الاقتصادية وبرامج التقشف سوف تمتد إلي كل الأجهزة والهيئات والمصالح في إطار تحقيق العدالة الاجتماعية بحيث يشارك الجميع في تحمل هذه الاعباء التي تفرضها طبيعة هذه المرحلة الصعبة. في ذات الوقت لابد من العمل الجاد والضرب علي ايدي المتقاعسين وليكن الانتاج وزيادته وتجويده هو السبيل لتجاوز الأزمات التي تحاول بعض الجهات الخارجية بث الشكوك والشائعات من أجل نشر اليأس والاحباط في النفوس وهناك من يردد نفس هذه الأقوال بالداخل. ولعل أبناء مصر يدركون هذه الحقائق ويجب ¢أن نشد الحزام علي البطون¢ فكم من أزمات عبرها شعبنا المكافح علي مدي التاريخ. ومن المؤشرات التي تفيض بالخيرات. وتدفع التفاءل في النفوس ذلك الفيضان لنهر النيل والأمطار الغزيرة التي تدفقت بصورة لم تحدث منذ نحو مائة عام. عناية الله تحيط بمصر ولعل هذه المفاجأة لم يتوقعها أحد قد جاءت في وقت تزايدت الأقوال والأفكار حول سد النهضة الذي يجري تنفيذه في اثيوبيا. مغامرات النيل ومفاجآته جاءت في وقت نسعي فيه لزراعة وتنمية نحو مليون ونصف المليون فدان. علاوة علي البرامج التي تستهدف زيادة الرقعة الزراعية لتوفير احتياجاتنا من الغذاء والكساء. مع الحد من الاسيتراد خاصة السلع الاستفزازية والاستفادة من هذه المياه التي لن يستطيع كائن من كان أن يحجبها عن مصر. ليتنا تتضافر جهودنا. ونقف صفا واحدا حتي نعبر هذه الأزمات الاقتصادية. ولنصمت بعض الوقت وليكن العمل والانتاج واتدنا للخروج من هذه الفترة الخانقة.