عبدالعليم إسماعيل شاعر مصري ولد بمحافظة قنا عام 1967. تخرج في كلية دار العلوم جامعة القاهرة. عضو اتحاد كتاب مصر. نشرت قصائده في الدوريات المصرية والعربية. صدر له عام 2004 ديوانه الأول بعنوان "أبجدية عشق آت" عن سلسلة إشراقات جديدة بالهيئة المصرية العامة للكتاب. حديثًا صدرت مجموعته الشعرية الثانية بعنوان "سطرى أخيرى مِنْ محنةي جديدة" عن الهيئة المصرية العامة للكتاب. يتكون الديوان من 111 صفحة. ويضم 14 قصيدة متوسطة الطول كلها من شعر التفعيلة. وقد أهدي الشاعر ديوانه إلي بسمة الرؤيا. وحقيقة التأويل. إلي ابنته مريم. تتميز قصائد الديوان بالحس الثوري الذي يدافع عن قيم الحق. والعدل. والحرية. والكرامة والتي أصبحت معظم مجتمعاتنا تفتقدها الآن. في ظل سطوة الحكومات والسلطات الغاشمة التي لا تبالي بهموم ومشكلات الناس. هذا أنا وهمى يُطلُّ علي شوارع منْ صخبْ وخطاي ظلّى قد تجوَّل صاغرًا بينَ الورقْ وجهى تثبَّت تحتَ بيرق من وعودي لا تمل مِنَ الكذبْ هذا أنا اسم تردَّدَ في مسامع لا تري غير احتباسِ القولِ في زمنِ الغرقْ أشكو الضَّياعَ وفي عيوني كل أرضي تنتحبْ إن الشاعر الحق لا يخاف. ولا يخشي أحدًا. فمن خلال تحولاته. وأطروحاته. ومحاولاته البناءة يستطيع أن يحرِّض. ويخلخل الثوابت العقيمة. والمفاهيم الخاطئة في مجتمعه. بل ويعرِّي المفسدين. والخونة. والعملاء. وبائعي الوطن. ثمة شحنة قاتمة يمتلئ بها الشاعر. وتسيطر عليه. سببها مشاكل وطنه الذي يعشقه حتي الثمالة. فلا شيء يتحقق علي أرض الواقع. فكذب المسئولين بلا نهاية. ووعودهم زائفة. والضحية هو المواطن البسيط الذي لا يري بصيص أمل يتضح أمامه في الأفق الشاحب. مَنْ يزرعُ.. هذا الوهنَ الطَّالعَ في أرضي. مَنْ أسَّسَ بنيانَ شقاءي.. ينهارُ علي رأسي؟! إن الشَّاعرَ مشغولى بوطنه إلي أبعد مدي. ومهموم بإخوانه الذين يعيشون فيه. يقول أندريه بيراغيو "يكون الإنسان مدعاة للرثاء حين لا يحس بحضور الآخرين" وهنا يتساءل الشاعر في حسرة. وألم .. عن الذين يحاولون أن يُضعفوا الوطن. ويجتهدون من أجل أن يشتتوا شمل أبنائه. فالشقاء عظيم. وبنيانه عال. ويا لها من لحظات صعبة وقاسية حينما ينهدم علي رءوس البسطاء الذين يؤرقهم التجاهل. ويتربص بهم الخائنون. فرق كبير بين من يؤسس بنيانه علي قواعد راسخة وعلي هدي وعلي بصيرة وعلي رؤي قيمة. وبين من يؤسس ذلك البنيان دونما أساس قوي يحمله. فلا وعي ولا إدراك بخطورة ذلك. في هذا المقطع ألمح تناصا واضحا مع قوله تعالي "أفمن أسس بنيانه علي تقوي من الله ورضوان خيرى أم من أسس بنيانه علي شفا جرف هار فانهار به في نار جهنم والله لا يهدي القوم الظالمين" ...سورة التوبة آية 109. عبدالعليم إسماعيل لا يشغل باله بأحد. هو يقول كلمته وينصرف. ولا ينتظر عبارات الثناء والمدح إطلاقا. إنني أتذكَّر قول أندريه بوتيبون "الشاعر الأصيل لا يعنيه أن ينبذه المجتمع. أو أن يعترف به. ما يهمه هو أن يكون وفيًّا لموهبته كشاعر. فيخلص لها بدأب حد الفناء فيها". إن شاعرنا لا يزال وسيظل يحمل علي عاتقه جراح وطنه. ولِمَ لا وهو العاشق له. والمتيم به. والخائف عليه. كيف له أن يرتاح وهو يعاني التعب. والفرقة. والانهزام. والفشل. والفوضي. وعدم السكينة.