ارتفاع أسعار اللحوم أصبح لغزا!!.. فرغم كثرة المعروض من اللحوم المستوردة سواء المجمدة أو المذبوحة محليا.. ورغم طرح آلاف من الخراف في المجمعات لاتزال الأسعار لدي الجزارين ترتفع وتتراوح بين 50 و70 جنيها!! خبراء وأساتذة تربية وتغذية الحيوان قالوا إن العرض لايزال أقل من الطلب وحتي يعتدل الميزان لابد من قرارات جريئة تمنع ذبح إناث الماشية وتتيح تسمينها لزيادة الانتاج المحلي المعرض للاندثار.. بعد أن تناقص الانتاج إلي 8 ملايين رأس فقط!!.. كذلك وقف التصدير.. وتغذية الماشية المستوردة علي الاعلاف والذرة لزيادة انتاجها من اللحوم وتحسين نوعيتها. يقول د. فتحي النواوي استاذ الرقابة الصحية بكلية الطب البيطري بجامعة القاهرة ورئيس الجمعية المصرية لمراقبة الأغذية وحماية المستهلك إن النقص الحاد في الانتاج المحلي وحلقة السماسرة التي تقوم بتداول وتربية العجول وتسمينها لعدم قدرة الفلاح علي تربية ما يملكه من عجل أو بقرة هو المسئول عن زيادة الأسعار. يؤكد أن الثروة الحيوانية تتناقص بحدة فقد كانت 16 مليون رأس عام 2006 ووصلت إلي 8 ملايين فقط هذا العام بسبب انتقال الأمراض اليها من الماشية المستوردة واخطرها مرض الجلد العقدي والحمي القلاعية. يؤكد أن مواجهة أزمة اللحوم وارتفاع الأسعار يتطلب قرارات جريئة تنفذ علي الفور مثل منع ذبح إناث الماشية و"كندزة" البتلو أي تسمين العجول الصغيرة لزيادة لحومها ووقف تصديرها للخارج بالاضافة إلي استيراد اللحوم والماشية من الدول الخالية من الاوبئة والأمراض المعدية التي تضر بالثروة الحيوانية. يقول د. أسامة محمد الحسيني استاذ الانتاج الحيواني بكلية الزراعة جامعة القاهرة ان اسعار اللحوم بدأت ترتفع منذ 4 سنوات نتيجة اصابة الماشية بالأمراض وارتفاع اسعار الأعلاف التي جعلت الفلاح يلجأ لذبح إناث الماشية وبالتالي نقص عدد رءوس الماشية المنتجة محليا. يضيف ان تخفيض اسعار اللحوم يحتاج إلي 3 سنوات يتم خلالها استيراد عجول صغيرة السن من دول حوض النيل والقرن الافريقي وتسمينها.. كذلك شراء اللحوم المذبوحة والمبردة والتي يصل سعر الكيلو منها في هذه الدول إلي 11 جنيها وتشجيع رجال الاعمال المصريين علي اقامة مشروعات تنمية زراعية وحيوانية في هذه الدول لزيادة التعاون معها وزيادة الاستيراد منها. يؤكد د. هشام البنا استاذ الانتاج الحيواني بكلية الزراعة جامعة القاهرة ان العجول المستوردة التي يتم ذبحها علي الفور تعطي كميات لحوم لا تزيد علي 52% من وزنها لأن تغذيتها تعتمد علي العشب الاخضر في بلادها.. كما ان لحومها تكون حمراء بدون نسيج دهني مما يؤدي إلي خشونتها عند مضغها.. ولزيادة كميات اللحوم بها وتحسين طعمها تحتاج لتغذيتها علي الذرة والاعلاف المركزة لتعطي ما يزيد عن 65% لحما صافيا من وزنها. يضيف أن سد الفجوة بين الاحتياجات والكميات المنتجة محليا والمستوردة يحتاج إلي زيادة المستورد وتسمينها والاهتمام بالثروة المحلية من الجمال وتحسين جودتها وزيادة المعروض منها حتي تساهم في خفض الأسعار