انتشرت في الآونة الأخيرة.. ظاهرة نشر فيديوهات وتعليقات خادشة عبر مواقع الإنترنت المختلفة.. بدون أي ضوابط تحكم عملية النشر.. أو تساعد المتضرر في الحصول علي حقه في حالة التشويه. هذا دعانا لمعرفة ما تقدمه الشركات والمواقع ورأي المسئولين عن إمكانية تنظيم النشر. يقول د. هشام نبيه المهدي استشاري نظم الحاسبات بجامعة القاهرة انه سبق أن حذر أكثر من مرة من مخاطر تأثير الإنترنت علي سمعة الآخرين موضحاً أن ما تقدمه شركات الإنترنت من خدمات الفلترة للمواقع الإباحية شيء جيد ولكن في الوقت نفسه فهناك مواقع ليست إباحية واضرارها خطيرة لا يتم محوها بواسطة الشركات ومنها علي سبيل المثال ما يقوم به البعض من كليبات لابتزاز أو السخرية من الآخرين علي اليوتيوب وللأسف فلا يمكن محو تلك الكليبات من الموقع إلا إذا قدم عدد كبير من الأشخاص شكوي للموقع وهو شيء مستحيل حدوثه لأن المتضرر يكون شخصاً واحداً والباقي يريدون الفرجة وتحميل الموقع للابتزاز والسخرية. أضاف أنه تعرض شخصياً لهذا النوع من الابتزاز والسب في حقه عبر الفيس بوك ولم نستطع إزالة الصفحة وكل ما تم فعله هو إضافة صفحة أخري للرد وبعد ذلك ايقنا أن أفضل وسيلة لتلافي ذلك هو التجاهل وبعدها سيتم نسيان ما حدث. لا ينفي د. هشام نظرية المؤامرة من تلك المواقع والتي تدعي أن هدفها المعلن هو حرية تداول المعلومات ولكن في المقابل هدفها الحقيقي هو نشر الفوضي الخلاقة التي هدفها أن يظل الناس مشغولين في تبادل السخرية والاتهامات بينهم البعض لإضعاف المجتمع مشيراً إلي أن ما يحدث حالياً يجب أن ينتبه إليه الجميع من خلال الرقابة الذاتية علي أنفسهم أولاً وعدم الاعتماد علي قيام الشركات بالدور الرقابي الذي من الممكن أن تقوم به ولكن لن تقوم به لأن لها أهدافاً خفية مطالباً بتفعيل قوانين أمن المعلومات وتجريم تلك الأمور موضحاً أنه لو تم تطبيق حكم واحد سيرتدع الكثيرين. يقول المهندس وائل الفخراني مدير جوجل مصر أن هناك كماً كبيراً من المحتوي المرئي والمكتوب علي الإنترنت وخاصة عبر اليوتيوب وهو ما لا يمكن معه التحقق من كل ملف يتم وضعه مشيراً إلي أن هناك قواعد للاستخدام يتم إعلامها للمستخدمين قبل الاشتراك ومنها أنه لا يمكن وضع محتوي جنسي أو يستهين بالآخرين. أضاف أن مسألة الاستهانة بالآخرين أو محاولات الابتزاز أو أي شكوي من وجود محتوي غير لائق يجب أن يتم الشكوي منها للإدارة وهي التي تحقق فيما إذا كانت الشكوي حقيقية أم لا مؤكداً أن محرك البحث ليس بإمكانه التفتيش علي كل محتوي يتم وضعه وأن الحرية هي الأصل في وضع الملفات. يؤكد المهندس أيمن عبداللطيف. مدير عام شركة مايكروسوفت مصر. أنه يجب علينا أن نوفر الأمان علي الإنترنت. موضحاً أن عدد مشتركي الفيس بوك وصل إلي 400 مليون مشترك في العام. لذلك يجب علينا عدم الثقة في أي فرد ونشر ثقافة الاستخدام الآمن علي الإنترنت. مشيراً إلي أن مايكروسوفت قامت بعمل جولات ميدانية في المجتمع ووجدناها مهملة جداً لعدم الاهتمام بالإجراءات الخصوصية لدي الفرد علي الإنترنت. ونجدهم يضعون صورهم وبياناتهم الشخصية دون أي قيود ومن هنا يحدث الخطر. ومن الممكن أن يؤثر في الحياة العائلية والعمل ويتم استخدامها في الابتزاز. أوضح أنه تم عمل تجربة علي 177 شخصاً من الشباب وتم سؤالهم عن مدي حمايتهم لخصوصيته علي الإنترنت. وكانت الإجابة أن 28 في المائة أجابوا بأنها تؤثر في حياتهم الشخصية و47 في المائة له تأثير متوسط و18 في المائة غير مدركين. كما تم طرح سؤال ثان: هل أنت مهتم بسمعتك علي الإنترنت؟ أجاب 41 في المائة بالموافقة و39 في المائة له تأثير متوسط. 16 في المائة غير مهتم. وتم طرح سؤال حول المسئولية عن سمعتك علي الإنترنت؟ كانت الاجابة من 50 في المائة أن الإنترنت له التحكم الكامل و40 في المائة متوسط. و70 في المائة لا يوجد أي نوع من التحكم. في حين يقول أحمد أسامة الرئيس التنفيذي لشركة تي إي داتا أن الشركة أطلقت منذ فترة طويلة خدمة لحل مشاكل المحتوي غير اللائق مشيراً إلي أنه نظراً لتعدد وتغيير المواقع لعناوينها بشكل متكرر فإن الشركة تقوم يومياً بعمل مسح شامل علي الإنترنت للتعرف علي جميع المواقع الجديدة والمعدلة. ثم يتم تحديث قائمة المواقع غير اللائقة والمطلوب إغلاقها والتعامل معها فوراً. وتستخدم محرك بحث علي أعلي مستوي من التكنولوجيا وهو يتمكن خلال البحث من تخزين عدة ملايين من اسماء صفحات الإنترنت التي تحمل محتوي غير لائقة.. مشيراً في الوقت نفسه إلي أن الشركة ليس بمقدورها إزالة أي محتوي من علي الشبكة نفسها وذلك لأن ذلك حق للمواقع ولكن الشبكة تقوم بعملية فلترة للمحتوي غير المرغوب فيه.