"قانون صاحبة العطر" مجموعة قصصية للكاتب فرحات جنيدي. كتبها بعد صدور رواية أحزان الأفاعي وكتابين في السيناريو. تتجلي فيها الهموم العامة والشخصية. ثم تتسع الدائرة لتشمل الهم العام علي مستوي الوطن العربي وأياً يكن فالهم واحد. استحوذت المرأة بداية من الإهداء علي نصيب الأسد. وجعل منها فرحات جنيدي معادلاً موضوعياً للثورة. واستخدم أكثر من وسيلة ليمد بها جسراً بينه وبين القاريء. حيث اعتمد علي السرد القريب من السيناريو وكثرة التفاصيل. والسرد أحياناً يقترب من العامية المصرية. ويبدو واضحاً اهتمامه بالطبقات المهمشة وإن كان عنوان المجموعة ينافي ذلك. تنظم هذه المجموعة القصصية أدب المقاومة إن جاز التعبير. حيث عرض له في أكثر من موقف وقصة. عبر جنيدي عن التطلع للحرية. ومناجاة نفسية البطل وهو الشاب الذي يود أن تصل سفينة الوطن إلي بر الأمان. وجاءت قصة قانون صاحبة العطر التي حملت اسمها المجموعة محملة بالتفاصيل المبهرة والفعالة. والوصف الدقيق لأحاسيس المرأة المصرية التي تتألم وتصرخ من ظلم قانون الأسرة. القصة دليل علي أن الكاتب أتقن البحث الدقيق في القضية. فضلاً عن إجادة التصوير بالرغم من النهاية الحزينة. يستند الكاتب إلي الجملة البسيطة. والصورة التي تضيء كالبرق. ولا تنطفيء سريعاً. مستنداً إلي خيال جامح ولغة وتشكيلات فنية غاية في العمق والدقة والمتعة. كما ناقش الكاتب في مجموعته "27 قصة" عدداً من القضايا المجتمعية. كما اقتنص مشاهد مهمة من تاريخنا الوطني. وطرحها بأسلوبه الشيق. وانفردت المجموعة بثلاث قصص تعالج قضايا شركاء الوطن الواحد فيما يطلق عليه "ترانيم قصصية" كقصة "النظرة الأخيرة" ولوحظ علي الكاتب التأثر المباشر بالنيل. بدأ مجموعته بقصة "النيل والشجرة" وختم المجموعة بقصة "النيل والمطر" ولم يغب الحس الرومانسي الشاعري فكانت قصة "وابتسمت. متكبرة. متصابي". وتمزج المجموعة بين المتعة والتشويق. والخيال والواقع. والحب والعنف والدين والسياسة. ويبحر الكاتب في عالم قصصه بأسلوب فلسفي. يناقش من خلاله الكثير من القضايا التي تشغل المرأة المصرية والعربية في إطار من الشعرية والإحساس الراقي.