حينما يعجز الإنسان عن تلبية احتياجاته لا يملك إلا الصراخ والاستغاثة حتي يسمعه الآخرون فقد يستجيب له مسئول ويسمع صرخاته التي تدوي من شدة الألم خاصة لو ابتلاه الله بابنة مصابة بمرض يصعب علاجه لقلة الفلوس وعدم القدرة علي الشفاء وهذا ما فعلته غادة حينما قابلتها بالصدفة وهي في طريقها لمستشفي يس عبدالغفار في مدينة نصر الوحيدة القادرة علي علاج ابنتها.. واستوقفتني لتبوح لنا بما بها من أوجاع. اسمي غادة مرسي عبدالحكيم وعمري 35 عاماً حصلت علي المؤهل دبلوم تجارة وأسكن في أسوان الصداقة الجديدة عمارة 413 شقة 4 الدور الأول كنت متزوجة وعندي ولد وبنت وهم أسماء عمرها 9 سنوات وهي مريضة بمرض مزمن منذ حوالي خمس سنوات وتحتاج زرع كبد وصرفت كل ما أملك من أموال من أجل علاجها وأحمد 6 سنوات. تقول: للأسف زوجي تركنا ورحل عنا بعد أن تأزم الموقف وقمت برفع قضية خلع والحمد لله كسبتها وليس لي أي دخل ثابت اصرف منه علي أولادي وعلي مرض ابنتي واضطر إلي السفر بها كل ثلاثة شهور للقاهرة من أجل العلاج والتحليل والاشاعات فقط بأكثر من 3000 جنيه علي حسابي الخاص وأقوم باستئجار شقة 400 جنيه في الشهر وفي بعض الأحيان أتعرض للطرد أنا وأبنائي لعدم قدرتي علي تحصيل الايجار. وحينما قابلت محافظ أسوان في وجود وزير الاسكان طلبت منه مكاناً أعيش فيه أنا وأولادي فقام بتوبيخي وتحدث معي بطريقة غريبة حتي أن وزير الاسكان قال له "شوف الست دي عايزة ايه". عندي كشك صغير وأحتاج فقط أن أضع فيه بضاعة من أجل أن أصرف علي أولادي وعلي مرض ابنتي مع العلم أن الاثنين في المدرسة. أنا لا أريد أن أعيش في رخاء ولكن كل ما أطلبه فقط لا غير هو شقة تؤويني أنا وأبنائي وبضاعة أتعايش منها حتي لا أمد يدي إلي الآخرين.