منذ عدة سنوات. وجه أحد الشباب. ويعمل "مكوجي" سؤالاً للدكتور عبدالصبور شاهين. "رحمه الله" علي الهواء في أحد البرامج التليفزيونية: هل أتحمل وزراً لو قمت بكي فساتين السهرة العارية الخاصة بالزبائن؟!! فأجابه علي الفور. وقد لمح المغزي في طيات السؤال: نعم.. لو لم تحسن كيها. ومنذ عدة أيام. تلقي أحد مشايخنا سؤالاً من نفس النوعية. لكن الإجابة كانت "غير" علي قول إخواننا بالخليج.. "سين": ما مفهوم سبي النساء.. وهل يجوز اغتصابهن والتمتع بهن بغير زواج؟!.. "جيم": الأمر ليس اغتصاباً. أو انتهاكاً. أو عدواناً.. بل تكريم لها ورفع من قدرها. كما أنها ستكون أمامه ليل نهار. وهذا أمر لا يجوز شرعاً لأنها امرأة أجنبية!!! هذا السؤال الصادم. والإجابة الكارثية يعبران بجلاء عن حجم الأزمة التي نعيشها. حيث نستفيض في مناقشة أمور تافهة. لن تحدث أبداً في عصرنا الحالي علي أرض الواقع. في حين أن وجود الأمة نفسه أصبح علي المحك. مثلما تؤكدان بجلاء أيضاً أن تراثنا بات في حاجة ماسة وملحة لتنقيته من الشوائب التي ينفذ منها المتطرفون والإرهابيون. وجود جاهل أو اثنين أو عشرة يطعنون في تراث الأمة. أو في رموز الدين الحنيف بغير علم. لا يجب أن نقابله بمنح الحصانة المطلقة لاجتهاد السلف. أو نجعل التراث الذي تركوه فوق النقد. ونضعه في مرتبة وقدسية القرآن والسُنَّة. بينما بعضه لم يعد يتناسب مع عصرنا الحالي في ظل ثورة علمية لا تتوقف. وجانب آخر لا يستهان به. يستخدم ذريعة للحرق والتدمير. والتخريب والذبح باسم الشريعة الغراء. والسؤال: أين دور الأزهر من قضية تجديد الخطاب الديني بعيداً عن تشكيل اللجان. التي ينبثق منها لجان فرعية تعقد اجتماعات وتكتفي بالرد علي بعض الشبهات؟!.. ولماذا كل هذا التلكؤ والتباطؤ الذي لا يتناسب مع حجم التحدي في ظل مواجهة عدو مازال في ميدان المعركة ويواجهنا بسلاحنا نحن ب"قال الله وقال الرسول"؟!! وهل تكفي أحاديث فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب. شيخ الأزهر الأسبوعية وهي مهمة للغاية في الرد علي الشبهات التي أصبحت تُثار بين شبابنا.. أم نحتاج إلي جيوش من الشباب الواعي الدارس المثقف من نوعية د.أسامة الأزهري. لديهم القدرة علي مواجهة الحجة بالحجة. بدلاً من التسفيه من أطروحات وآراء الآخرين؟!! أكن لفضيلة الإمام الأكبر كل الاحترام والتقدير. سواء لشخصه بما يحمله من علم غزير. وفكر مستنير. أو للمؤسسة الكبري التي يقودها في بحر متلاطم الأمواج. وهجمات شرسة تستهدف الإسلام نفسه. وليس المسلمين فحسب. ولكن الأمر يفوق قدرات أي شخص. حتي لو كان بقيمة وقامة د.الطيب. فقدر الأزهر أن يحمل لواء الإسلام باعتباره المرجعية الأولي لأهل السُنَّة في العالم. نحتاج إلي علماء بفهم د.عبدالصبور شاهين. المستنير. لا يشغلون أنفسهم ويشغلوننا بتوافه الأمور. ويتعاملون مع القضايا من منطلق فقه الواقع. وليس الفقه الافتراضي. مثلما نحتاج إلي إعادة النظر في الأمور الشاذة والغريبة التي تشوه تراثنا.. وتلك مهمة الأزهر. بل مسئوليته. وواجبه. إذا أردنا الدقة. تغريدة.. المسرحية التركية مازال فيها فصول أخري.. والأيام بيننا!!