أنا واحد ممن تشغلهم المشكلات الاجتماعية ويسعون للمشاركة في حلها سواء في محيط الاسرة أو الأصدقاء وكل من يقصدني لذا أحرص علي متابعة ماينشر في هذا الجانب ومنهم بابك الذي أتأثر كثيراً بما يتناوله من قصص الحياة خاصة تلك التي تحمل أوجاع آباء افنوا صحتهم وأعمارهم من أجل تلبية احتياجات ابنائهم واسعادهم وحين جاءت اللحظة التي ينعمون فيها بالتقاط الأنفاس ويهنأون بأوقات أطول وأطيب معهم فوجئوا بما ليس في الحسبان وهو أن وجودهم صار غير مرغوب فيه و أن تكتلات قد تشكلت بمضي الوقت من الامهات والأبناء لا تقبل بأن يفرض الأب العائد كلمته وقراراته عليهم أو أن يفرطوا في المكتسبات التي تحققت طوال سنوات انشغاله عنهم سعيا علي لقمة العيش والحياة الكريمةلهم اي أنهم ارتضوا لانفسهم انزال عقوبة الاقصاء والجفاء بآبائهم لا لشئ سوي أنهم واصلوا الليل بالنهار من اجل تدبير الدخل المناسب والمعيشة الافضل لفلذات الأكباد !! أعترف من واقع أنني زوج وأب لأربعة أبناء أن هناك رجالأً يتمادون في تحميل زوجاتهم بما لا طاقة لهن به بحجة العمل ودوامته متناسين أن دورهم في حياة من يعولون لا يقتصر علي الانفاق المادي بل عليهم أدوار أخري واجبة الأداء في متابعة أخبار أسرهم وتخصيص موعد اسبوعي للجلوس مع الابناء والاستماع لمشاكلهم والنظر فيها حتي تتلاشي الفجوات وتتقارب الرؤي.. وهذا.. هذا بفضل الله ما استطعت تحقيقه في بيتي فرغم أنني أجمع بين اكثر من عمل كأستاذ لغات ومترجم و محاضر لا اغفل عن مهمتي الاساسية وهي أنني مسئول عن زوجة وأبناء والربان الشاطر هو من يعرف كيف يحافظ علي سفينته- أقصد أسرته- من الجنوح والغرق ..لذا كم آلمني حال صاحب رسالة ¢أغرتهم طيبتي¢ التي طالعتها مؤخراً في نافذتكم لأنه فرّط كثيراً في حقه عندما ترك لزوجته الصغيرة الماكرة زمام الامور ليجد نفسه في النهاية في مواجهة قاسية مع أولاده حين تنكروا له وشهدوا في حقه زوراً ..هداهم الله له!! إنني لا أقصد من رسالتي اليوم لكم تجديد أوجاعه بل شحذ همته فلازالت الفرصة أمامه في تجميع قطع البازل قبل أن تتناثر هنا وهناك ويصعب عليه لملمتها مرة اخري كما آل إليه حال متعهد الصحف الذي عرضتم قصته منذ عام تقريبا وأتذكر أنها كانت بعنوان ¢عدت غريباً¢وشكواه من تجرؤ أولاده و الهمز واللمز الدائمين أيضاً عليه وبمشاركة من الام وذلك منذ اًن اًصبح يعود للبيت مبكراً بعد تصفية نشاطه واكتفائه بوظيفته الحكومية!! حقيقة سيدتي كم أتمني معرفة اخباره منكم هل مازال غريباً في بيته أم نجح في استعادة أبنائه وفرض احترامه علي الجميع ؟ مصطفي .س.الجيزة المحررة : تعلمنا من اًساتذتنا اًن الأبوة الكاملة يمكن اًن تكون سبباً كافياً لدخول الجنة واحسبك ممن يعملون لذلك وسعيك الدائم بألا تجور ارتباطاتك الخارجية علي مسؤلياتك الأسرية والأجر والثواب في النهاية علي قدرالمشقة.. ويخطئ بعض الآباءعندما يتوهمون أنه بمجرد تلبية الاحتياجات المادية لأسرهم قد أدوا ما عليهم غافلين الجوانب الروحية في التربية والرعاية المثلي للأبناء التي لا تقوم علي العنف والقسوة .. ومع خالص امتناني لاهتمامك بهذه القضية الإنسانية التي تلمس أوجاعها بيوتاً كثيرة وبمتابعتك الجيدة لما نتناوله عنها فتألمت لحال صاحبنا في ¢أغرتهم طيبتي¢ واستدعيت لنا رسالة ¢عدت غريباً¢ التي مضي علي نشرها أكثر من عام وتحمل نفس القضية وان اختلفت التفاصيل..استدعاء صحبه رجاء نبيل منك بأن نطمئنك علي أحوال صاحب تلك الرسالة: هل لايزال يشعر في الغربة وسط أبنائه أم نجح في تخطي ذلك؟ وماكان لي لأغفل هذا الرجاء فاتصلت بالعائد الغريب و سألته عن أحواله. فأجابني بإقتضاب إجابة فهمت منها أن الرجل قد يئس من محاولات التفاهم مع أبنائه فبحث عن عمل إضافي بإحدي المكتبات إلي جانب وظيفته بالصحة إذ يخرج من البيت في الثامنة صباحاً ولايعود قبل التاسعة مساءً!! باختصار رفع الأب المكافح الراية ويمضي في نفس الدوامة لعله ينسي جفاء زوجته وتمرد أولاده.. لله الأمر من قبل ومن بعد.