جمعتني الصدفة بلقاء مع بعض الشباب المتخرج حديثا في الجامعة.. كلهم لا يعجبهم العجب.. ساخطون قانطون.. وكل منهم له رأي وله فكر.. ولكنهم اجمعوا علي أن الحصول علي وظيفة في مصر أصبح متعذرا في الوقت الحالي.. وإذا أرادوا القيام بمشروع.. قابلتهم عراقيل كثيرة خصوصا بالنسبة للتمويل واستخراج التراخيص والموافقات واهتزاز الاقتصاد وتقلبات العملات الحرة وغيرها وإذا استطاع أي منهم العثور علي عمل ما.. وأراد الزواج فكيف يجد السكن الملائم.. ووزارة الاسكان التي نشأت من أجل تقديم الخدمات للمواطنين وتحقيق مساكن ملائمة لهم.. أصبحت بقدرة قادر وزارة تجارية تخصصت في بيع الأراضي لأصحاب الجيوب "المليانة" وايضا بيع المساكن الغالية الثمن.. ولولا فكر الرئيس عبد الفتاح السيسي الذي أمر ببناء السكن الاجتماعي لما قامت الوزارة ببناء عدد كبير من هذه الوحدات بناء علي تعليمات الرئيس ولكن المشكلة ان الوزارة وضعت عدة عراقيل واشتراطات للحصول علي سكن من هذه الوحدات.. أما الوحدات التي تصلح كسكن للطبقة المتوسطة فإنها تخضع لإجراءات إما القرعة أو المزاد.. وكلاهما لا يصلحان لأي شخص متوسط.. وحقيقة اتساءل هل يجوز إجراء قرعة علي أمر خدمي حيوي وهو في الأصل حق للمواطن.. وهل يجوز إجراء مزاد علني علي خدمة من الخدمات الحكومية التي يحتاجها الناس..! مجرد تساؤلات؟ المهم.. ان الشباب بالفعل في حاجة إلي من ينير الطريق لهم.. ويشرح ما هو الممكن عمله لتوضيح كل الأفكار التي يحدث بها لبس. ولكن وسط هذا الكلام الكثير ظهر صوت من احد الشباب قائلا نريد أن نعرف الفرص المتاحة للشباب في الدول الأفريقية.. قال: إنه يريد فعلا أن يذهب إلي احدي البلاد الأفريقية إما للعمل فيها أو لاقامة مشروع من المشروعات ولكن يريد ان يعرف.. الإجراءات وأساليب وقوانين تنفيذ ذلك.. وهل هذا ممكن أو غير ممكن؟! ويخيل إليّ أن تفكير بعض الشباب اتجه إلي افريقيا بعد اجتماعات اتحاد الدول الافريقية وتصريح الرئيس عبد الفتاح السيسي عن قرب إنشاء السوق الافريقية المشتركة والاسراع بخطوات التكامل الاقليمي وصولا إلي إقامة الجماعة الاقتصادية لأفريقيا. والحقيقة أن الشعوب الافريقية تتمني الغاء الحواجز بين كل الدول الافريقية واطلاق تأشيرة دخول واحدة لكل البلاد الافريقية تماما مثل الاتحاد الأوروبي بل ان الحل قد يمتد إلي أن تكون العمله واحدة مثل عملة أوروبا "اليورو". والواقع ان فكرة اتجاه الشباب المصري للعمل في أفريقيا ان اقامة مشروعات بها في حاجة إلي إنارة الطريق أمامهم.. ومساعدتهم في الحصول علي المعلومات اللازمة وليكن شعارنا افريقيا للافريقيين. بصراحة ان مثل هؤلاء الشباب الذين اطلقوا صيحة الرغبة في العمل بافريقيا.. لابد لها من دراسة حتي يمكن المساهمة في تحقيق نهضتها كما سبق وان تمكن شباب غيرهم من الانطلاق إلي البلاد العربية وعملوا جنبا إلي جنب مع اخواتهم واستطاعوا النهوض بها. افريقيا قارة غنية في كل شيء.. سواء في باطن التربة أو خارجها.. المياه فيها غزيرة.. الطبيعة رائعة.. الثروات متنوعة وعامرة في كل مكان. * * اهمال متعمد للغة العربية * * للمرة العاشرة اعود إلي موضوع استخدام اللغة الانجليزية في اعلاناتنا المنشورة في الصحف أو معلنة علي المحطات الفضائية.. وكأن الشعب المصري قد استطاع بقدرة قادر أن تتحول لغته من العربية إلي الانجليزية.. ما معني أن تنشر احدي شركات المقاولات صفحات باللغة الانجليزية في صحف مصرية ناطقة بالعربية عن بيع مساكن أو أراض سواء في المناطق الجديدة علي الساحل الشمالي أو المدن المنشأة حديثا.. لا أدري ما سبب هذه الفزلكه الاجنبية.. هل هو احتقار للغتنا الأصلية وهي العربية أو أن هذه الشركات لا تريد مصريين.. وإنما خصصت وحداتها للأجانب انه شيء عجيب بالفعل. أعلم أن في مصر قانوناً يحتم استخدام اللغة العربية في اطلاق الاسماء أو لافتات المحلات التجارية ولكن الذي حدث أن محلات تجارية كثيرة كتبت لافتاتها باللغة الانجليزية فقط واهملت اللغة العربية.. هل مثل هذه المحلات لا تريد التعامل مع المصريين اكتفاء بالأجانب.. أعلم أيضا أنه في كل بلاد العالم تستخدم لغة البلاد الأصلية سواء لافتات علي المحلات ثم تكتب لافتة باللغة الاجنبية ولكن ان يغفلوا لغة البلاد الاصلية فهذا عيب انني أطالب بضرورة تفعيل القانون واستخدام لغتنا العربية كأساس ثم الاستعانة باللغة الاجنبية إذا لزم الأمر!!