لا أكاد أصدق أن مجموعة من المحامين من أنصار النقيب سامح عاشور اعتدوا علي صحفيين خلال وجودهم بمقر نقابة المحامين لتغطية وقائع الجمعية العمومية للنقابة التي عقدت لسحب أو تجديد الثقة في النقيب. ولا أكاد أصدق أن هذه مجموعة من المحامين طردت. وطاردت هؤلاء الصحفيين من مبني نقابة المحامين وخارجها حتي أبواب مبني نقابة الصحفيين. ولا أظن أن تاريخ النقابتين العريقتين قد شهد في أي وقت حادثاً من هذا النوع الخارج تماماً عن سياق العلاقة العضوية بينهما. والتي اتسمت دائماً. وفي كل العهود بالتساند والدعم المتبادل. سواء عهود الحكم في مصر. أو عهود مجالس النقابتين. النقابتان.. المحامين والصحفيين متجاورتان من حيث الموقع.. يكاد مقرهما أن يكون واحداً بفاصل صغير لا يمنع التواصل البشري والإنساني بينهما.. وللجيرة حرمتها في الشريعة والتشريع. المهنتان.. الصحافة والمحاماة. رسالة واحدة. هدفها الأسمي الدفاع عن حقوق الوطن والمواطنين في مواجهة أي عدوان خارجي أو تغول داخلي.. ووسيلتهما واحدة. هي "الكلمة".. مكتوبة أو منطوقة. موقف النقابتين علي مدي تاريخهما. من قضايا الوطن. كان واحداً.. إلي جانب الشعب. في أي أزمة واجهتهما إحدي النقابتين. كانت الأخري في ظهرها. سنداً وظهيراً. يضاف إلي ذلك عنصر آخر.. أن النقيبين الحاليين.. سامح عاشور نقيب المحامين ويحيي قلاش نقيب الصحفيين ينتميان إلي تيار سياسي واحد. هو التيار الناصري. ولا يخدش ذلك كله كون منتصر الزيات. غريم نقيب المحامين ومنافسه الأول. وقائد محاولة سحب الثقة منه في الجمعية العمومية الأخيرة. من أسرة صحفية تنتمي إلي مؤسستنا دار التحرير للطبع والنشر حيث كان والده الراحل الكبير عبدالمنعم الزيات مديراً لمكتب "الجمهورية" بأسوان. وشقيقته الفاضلة صفاء الزيات هي من تولت إدارة المكتب من بعده. وقد شرفت شخصياً بزمالة الأب والشقيقة والعمل معها سنوات طويلة. هذا يؤكد الرابطة الوثيقة بين المهنتين ونقابتيهما ويضيف إليها ولا ينتقص منها. أي حدث هذا. بعد ذلك كله يمكن أن يدفع بمجموعة من المحامين إلي الاعتداء علي بعض الصحفيين في البيت المشترك للنقابتين. ومطاردتهم خارجه خلال تأديتهم لعملهم؟! إن الصحفيين. أفراداً أو نقابة. ليسوا بالتأكيد طرفاً في صراع المحامين بعضهم البعض. ولا أظن أنهم أظهروا انحيازاً لهذا الطرف أو ذاك. ولا أريد أن أربط هذا الانفلات أو التجاوز من بعض المحامين تجاه بعض الصحفيين. بما شهدته الفترة الأخيرة من مشاكل في عدد من المحافظات. لبعض المحامين مع الشرطة تارة. ومع غيرها تارة أخري. فنقيب المحامين يدرك ذلك كله. لأن المشاكل تصب في النهاية لديه. وهو أدري بما يلزم لضبط سلوك زملائه. لكن ما هو مطلوب الآن بأقصي سرعة. هو رد اعتبار كاف ومرض لزملائنا الصحفيين من نقيب المحامين ومجلس النقابة. حتي يمكن طي صفحة نشاز في علاقة النقابتين.