في 13 رمضان 1332 هجرية 5 أغسطس 1914 أبلغت السفارة البريطانية في القاهرة.. حسين رشدي رئيس الوزراء بأن بريطانيا أعلنت الحرب ضد ألمانيا وتركيا وعلي ذلك قررت ضم مصر اليها ولكن صورة الضم لم تتحدد بعد. وطبقا لذلك فإنها تمارس من خلال جيشها السلطة المطلقة.. وطلبت من رشدي باشا منع التعامل مع ألمانيا واعتبار سفنها سفنا معادية. ووصل الأمر بالسلطة البريطانية إلي تجاهل الحكومة في كثير من القرارات.. لدرجة ان سردار الجيش المصري "الانجليزي" طلب من قنصلي المانيا والنمسا مغادرة البلاد دون الرجوع في هذا الطلب إلي حسين رشدي رئيس الوزراء ولا إلي الحكومة. والحقيقة كما جاء في كتابات المؤرخين ان حسين رشدي باشا أدار البلاد في هذه الفترة وما بعدها بحكمة بالغة.. والمعروف عنه انه من أسرة ارستقراطية كبيرة.. تعلم في جامعة السوربون بفرنسا.. وعندما عاد إلي مصر فتح مكتبا للمحاماة ونال شهرة واسعة ثم أصبح قاضيا وبعدهاوزيرا للمالية ثم وزيرا للخارجية وأصبح رئيساً للوزارة في شهر ابريل سنة 1914 ومع اعلان الحماية أعاد تشكيل هيئة الوزارة وبقي رئيسا لها طوال مدة حكم السلطان حسين كامل وحتي تولي السلطان فؤاد السلطنة وذلك كماجاء في كتاب القاهرة لحمدي أبوجليل. ونتيجة للجهد الكبير الذي بذله أثناء رئاسته لمجالس الوزراء تقرر اطلاق اسمه علي أحد شوارع القاهرة ووقع الاختيار علي شارع يربط بين ميدان العتبة وميدان التحرير.. وكان في الأصل بستانا لفخر الدين إسماعيل بن تعلب ثم دمره المعز عز الدين التركماني فعم به الدمار والخراب.. وتحول إلي سوق للحمير.. وكان هذا السوق يعقد يوميا بعد صلاة العصر.. وقد أطلق الناس عليه مساحة الحمير ثم صار اسمه شارع الساحة وأخيرا أطلقوا عليه اسم رئيس وزراء مصر أثناء الحرب العالمية الأولي حسين رشدي باشا تقديرا له.. ولكن الطريف ان اسم رئيس لوزراء مصر اطلق علي سوق للحمير.. ويبدو انهم لم يجدوا مكانا آخر غيره..!!