الكتاب لأبي الحسين أحمد بن فارس الرازي. يتضمن موجزاً للسيرة النبوية. أو ما حدده المؤلف بأنه "ذكر ما يحق علي المرء المسلم حفظه. ويجب علي ذي الدين معرفته. من نسب رسول الله صلي الله عليه وسلم. مولده. ومنشئه. ومبعثه. وذكر أحواله في مغازيه. ومعرفة أسماء ولده وعمومته وأزواجه". عرف الحافظ الذهبي مكانة ابن فارس العلمية بأنه "كان رأسا في الأدب. بصيراً بفقه مالك. مناظرا متكلما علي طريقة أهل الحق. ومذهبه في النحو علي طريقة الكوفيين. جمع اتقان العلم إلي ظرف أهل الكتابة والشعر وله مصنفات ورسائل. وتخرج به أئمة وكان أهم ما عني به ابن فارس السيرةا لنبوية حيث ألف فيها العديد من الكتب. ومن تلاميذ ابن فارس بديع الزمان الهمذاني. والوزير اسماعيل بن عباد. والبويهي.و ابن أيوب الرازي. يبدأ الكتاب بالنسب الشريف فالرسول العظيم هو محمد بن عبدالله بن عبدالمطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان. ولد صلي الله عليه وسلم عام الفيل. يوم الاثنين لثمان خلون من ربيع الأول. أمه: آمنة بنت وهب بن عبدمناف بن زهرة. تزوج آمنة عبدالله بن عبدالمطلب. فحملت برسول الله ثم بعث عبدالمطلب عبدالله لجلب الطعام من يثرب. فتوفي بها واسترضعه جده عبدالمطلب امرأة من بني سعد بن بكر. هي حليمة بنت أبي ذؤيب السعدي. فلما شب وسعي رده إلي أمه. ففطمته. وفي عامه السادس ماتت أمه فيتم حجز جده عبدالمطلب. وتوفي جده عبدالمطلب فتولاه أبوطالب بن عبدالمطلب وكان أخا عبدالله لأمه وأبيه وفي سن الثانية عشرة ارتحل به أبوطالب تاجرا إلي الشام فرآه حبر من يهود قرية تيماء في أطراف الشام. سأل أباطالب: من هذا الغلام معك. قال: هذاابن أخي. قال: أشقيق أنت عليه؟ قال: نعم قال: فو الله لئن قدمت به الشام لتقتله اليهود. فإنه عدوهم فرجع إلي مكة حيث شب الرسول. وفي سن الخامسة والعشرين خطب إلي السيدة خديجة نفسها وأنجب منها ستة: القاسم. الطاهر. فاطمة "هي أكبر ولده" زينب. رقية. أم كلثوم. أما إبراهيم فإنه من مارية. وأما الأطفال الآخرون فقد ماتوا في الرضاع. وقد تزوج علي بن أبي طالب فاطمة. وتزوج أبوالعاص بن ربيع زينب وتزوج عثمان أم كلثوم. وبعد أن ماتت زوجه الرسول رقية لم يتزوج الرسول حتي ماتت خديجة ونساؤه بعدها: سودة بنت زمعة. عائشة بنت أي بكر. حفصة بنت عمر. زينب بنت خزيمة الهلالية. أم حبيبة بنت أبي سفيان. هند بنت أبي أمية "أم سلمة". زينب بنت جحش "أم الحكم" جويريه بنت الحارث الخزاعية صفية بنت حيي. ميمونة بنت الحارث الهلالية. أما عمومته وعماته فكان بنو عبدالمطلب عشرة: الحارث. الزبير. حجل. ضرار. المقوم. أبولهب. العباس. حمزة. أبوطالب. عبدالله. وكان العباس أصغرهم سنا أما عماته فست: أميمة. أم حكيم. برة. عاتكة. صفية. أروي. حين بلغ رسول الله خمسا وثلاثين سنة شهد بنيان الكعبة. وتراضت قريش حكمه فيها وفي سن الأربعين سنة ويوم بعثة الله سبحانه إلي الناس كافة بشبرا ونذيرا فصدع بأمر الله وبلغ الرسالة فرفضها القوم وعادوه وفي سن الحادية والخمسين أسري به من بين زمزم والمقام إلي بيت المقدس. ثم هاجر في سن الثالثة والخمسين من مكة إلي المدينة هو وأبوبكر وعمر بن فهيرة ودليلهم عبدالله بن أريقط الديلي. وكانت هجرته يوم ا لاثنين لثمان خلون من ربيع الأول. ثم تعددت المغازي النبوية حتي فتح المسلمون مكة بعد سبع سنين وثمانية أشهر وأحد عشر يوما من الهجرة. وفي العام العاشر للهجرة ألقي الرسول حجة الوداع ومات عليه أفضل الصلاة والسلام عن ثلاث وستين سنة. يشير ابن فارس إلي خواص رفاق رسول الله: علي بن أبي طالب. والحسن والحسين وحمزة بن عبدالمطلب وجعفر بن أبي طالب وأبوبكر الصديق وعمر بن الخطاب وأبوذر الغفاري والمقداد بن عمرو وسلمان الفارسي حذيفة بن اليمان العبسي وعبدالله بن مسعود وعمار بن ياسر وبلال بن رياح. قيل إنه ترك يوم مات ثوبي حيرة. وازارا يمانيا وثوبين صحاريين "نسبة إلي صحار" وقميصا صحاريا وقميصا سحوليا وجبة يمنية وخميصة وكساء أبيض وقلانس تلصق بالرأس وازار طوله خمسة أشبار. وملحفة. وكان يرتدي يوم الجمعة برده الأحمر ويعتم أي يحيط رأسه بعمامة وروي أنه كان له خاتم حديد ملوي بفضة. وكان نقشه: "محمد رسول الله".