تجاوز الخطوط الحمراء والإسفاف أصبح الشعار الذي رفعته إعلانات رمضان هذا العام حيث انتشرت بالمواد الإعلانية المختلفة العديد من الإيحاءات الجنسية والألفاظ الخارجة إضافة لتشويه صورة المرأة والطفل واستغلالهما بشكل مسيء في أكثر من إعلان وخاصة إعلانات الملابس الداخلية وبعض منتجات الألبان. إلي جانب تزايد الإعلان عن "فيللات" الكومباوندات الفاخرة سواء داخل القاهرة أو في المناطق الساحلية وغيرها من المواد الإعلانية التي قد تثير الحقد والطبقية بين فئات المجتمع المختلفة. ** الدكتورة ليلي عبدالمجيد عميد كلية الإعلام جامعة القاهرة الأسبق: للأسف الشديد الإعلانات تجاوزت جميع الخطوط الحمراء ولم يعد هناك أي مراعاة للآداب العامة أو الأذواق وعادات المشاهدين. فمعظم الإعلانات لم تعد تراعي المعايير الأخلاقية وهذه كارثة تتزايد من عام إلي آخر بسبب غياب القوانين والتشريعات المنظمة والملزمة. بضرورة التزام الأفكار الإعلانية بالسياق المجتمعي والأخلاقي. مشيرة إلي أن ما يعرض حالياً من إعلانات تتخطي جميع الخطوط الحمراء وتهين صورة المرأة وتستغل الأطفال مما يدفعنا بالضرورة لإقامة لجان ومراصد متخصصة لمراقبة المضامين الإعلانية وحماية المشاهدين من أي تجاوزات. ** الدكتور صفوت العالم الأستاذ بكلية الإعلام جامعة القاهرة انتقد ظاهرة استغلال الأطفال والمرأة بصورة سيئة في المواد الإعلامية هذا العام بشكل غير أخلاقي وقال: للأسف الشديد أصبحنا نواجه في الفترة الحالية أخطر أنواع الإعلانات التي لا تراعي العادات أو التقاليد أو الحياء العام. فهي تختزل صورة المرأة في الإثارة حتي لم يتطلب المنتج المعلن عنه ذلك وتروج لمشاهد العنف والإيحاءات الجنسية والألفاظ الخارجة التي تؤثر في جموع المشاهدين خاصة الشباب الشباب والأطفال وهو ما رأيناه هذا العام في أكثر من إعلان. منتقاً في الوقت ذاته إعلانات المنتجعات والفيللات السكنية والمصيفية قائلاً: هذه الإعلانات توجه لفئة معينة لديها القدرة الشرائية بالأسعار التي يتم الإعلان عنها وأري أن هناك نوعاً من المبالغة في عرض تلك المنتجات خلال شهر رمضان واختتم العالم حديثه مؤكداً أن الرقابة علي الإعلانات ضعيفة جداً وغير محكمة ومن الضروري تشديد الرقابة علي مضمونها ومحتواها سواء من الجانب الإعلامي أو من الجهات المختصة لمواجهة فوضي الإعلانات. ** الدكتور محمود علم الدين أستاذ الإعلام بجامعة القاهرة قال: للأسف الشديد إعلانات رمضان هذا العام فقدت قيمتها الأخلاقية وأصبح شعارها الانفلات والابتذال وإفساد الذوق العام. معرباً عن استيائه من استغلال الأطفال والنساء سواء في إعلانات شركة الملابس الداخلية وإعلان الشركة الخاصة بإنتاج منتجات الألبان وقال: ظهر واضحاً سوء استغلال المرأة وتقديمها بشكل إما مبتذل أو ساخر في أكثر من إعلان هذا بخلاف استغلال الأطفال بشكل لا يناسب براءتهم فالأفكار تتشابه في استخدام مضامين الإثارة والابتذال علي الرغم من أن الوقت قد حان لضرورة تحسين المضامين الإعلانية للارتقاء بالذوق العام للمجتمع. معرباً عن أمله في سرعة إصدار قانون الإعلام الموحد الذي سينظم علم الإعلانات ويخضعها للعديد من الجهات الرقابية. قب السماح بعرضها علي الشاشة. ** قالت الدكتورة ثريا عبدالجواد أستاذ علم الاجتماع بجامعة عين شمس: المجتمعات عادة ما تتخذ الإعلانات كوسيلة للترويج سعياً وراء الربح وتحقيق المنفعة المادية وفي اعتقادهم أنه لا مانع من أن تكون وسيلة الترويج تلك تحتوي علي بعض أسالييب الخداع وتجاوز القيم والعادات والتقاليد. وللأسف أصبح في مصر التجاوز شكلاً من أشكال نجاح الإعلان فكلما كان غريباً وغير تقليدي ويكسر حواجز وقيود المجتمع وصورة الأفراد فيه يصبح أكثر انتشاراً ونجاحاً دون النظر لأي اعتبارات سياسية أو اقتصادية واجتماعية موجودة في مصر مشيرة إلي أن الإعلانات أصبحت سلاحاً ذا حدين فكما تعمل علي زيادة وعي المجتمع وارتفاع الذوق العام في الوقت نفسه تفتقد في كثير من الأحيان القواعد الأخلاقية والجمالية لعدم وجود ضوابط تحكم المسألة. أضافت: الإعلان أصبح يستخدم جسد المرأة من أجل تحقيق مبيعات أكثر دون النظر إلي تأثير ذلك علي المجتمع فنظرة المجتمع للمرأة إضافة إلي انتشار إعلانات الرفاهية والفيللات والكومباوندات وغيرها الأمر الذي يثير حالة من السخط والحنق لدي أبناء الطبقات الفقيرة وقد يدفع البعض منهم للانحراف والقيام بأعمال وسلوكيات إجرامية أملاً في تقليد تلك الطبقات الغنية التي تسكن الفيللات التي يراها علي الشاشات واختتمت حديثها بضرورة تفعيل مواثيق الشرف الإعلامي في الإعلانات أو غيرها من المواد الإعلامية الأخري التي لها تأثير قوي علي المشاهدين.