لا فرق بين دراما رمضان وإعلانات رمضان علي الشاشة الصغيرة من حيث الإسفاف والابتزال والكلمات الخادشة للحياء.. لا فرق فالكل سواء باستثناء إعلانات الخير والتبرع لبناء المستشفيات التي تطل علينا بشكل مبالغ فيه خلال شهر رمضان.. ولا فرق أيضاً بين هذا النوع من الإعلانات وإعلانات العام الماضي باستثناء إعلان وحيد كان من نصيب مؤسسة الجراح العالمي الدكتور مجدي يعقوب بأسوان! أما ظاهرة بث إعلانات خادشة للحياء فهي ليست وليدة هذا العام إلا أنها زادت علي الحد هذه المرة وخصوصاً الإعلان الذي يتحدث عن "القاعدة المصري والوقفة كمان" ولا أدري ماذا يقصد بالوقفة..؟! وهذا الإعلان رغم ما أثير حوله وحذف أحد المشاهد المخلة حتي لا يقع تحت طائلة غرامات جهاز حماية المستهلك إلا أنه لا يزال مسيئاً.. أما الإعلانات المستفزة فحدِّث ولا حرج فهناك إعلانات تتحدث عن "كمباوند" ومنتجعات ولا في الأحلام وكله كوم والإعلان الذي يتحدث عن فيلا ب3 جناين كوم تاني فهل وصلنا إلي هذه الدرجة من الرفاهية في الوقت الذي لا يزال فيه ملايين المواطنين يحلمون بشقة "متواضعة" غرفتين وصالة! أما بعد مشاهدتي للحملة الإعلانية لأكبر مجموعتين لصناعة الحديد في مصر فأني أتحسر علي ما آل إليه حال مجمع الحديد والصلب في التبين الذي كان ذات يوم قلعة صناعة الحديد ليس في مصر فحسب بل في المنطقتين العربية والأفريقية.. نحن لسنا ضد استثمارات القطاع الخاص ولكن هذا لا يعني التخلص من الصناعة الوطنية! وعودة لإعلانات رمضان وبعيداً عن الاستغلال السييء للأطفال في الإعلانات يقال إن إحدي شركات الاتصالات انفقت حوالي 60 مليون جنيه علي إعلان واحد وهذا المبلغ هو أجر النجوم الذين شاركوا في هذا الإعلان ناهيك عما تدفعه تلك الشركة للقنوات التليفزيونية نظير بث هذا الإعلان واعتقد لو كانت هذه الشركة انفقت نصف المبلغ للإفراج عن آلاف الغارمين والغارمات أو ساهمت في بناء مستشفي أو مدرسة لكان تأثير ذلك أفضل كثيراً من هذا الإعلان الذي اعتمد علي لحن أغنية من أغانينا القديمة الجميلة وهو ما دفع الكثير من الشركات الأخري للتقليد واستخدام ألحان أغان قديمة أيضاً بما فيها الأغاني الوطنية التي تجري في دمائنا بشكل يسيء لهذه الأغاني ومعانيها! الإعلانات.. فن وعلم وصناعة يعشق الابتكار والتجديد أما ما نراه علي الشاشة الصغيرة فهو "هلس في هلس" وإفلاس! أما عن دراما رمضان فالحديث يطول ويطول لكنني من الممكن أن ألخصها في كلمتين أن أغلب المسلسلات تسير علي خطي أفلام السبكي من رقص ودعارة ومخدرات ولا أدري ما علاقة ذلك بالشهر الفضيل!!