من الرجال الذين يعتز بهم الإسلام وبعطائهم في سبيل الله وابتغاء وجهه الكريم عساه أن يتقبل منهم صالح الأعمال الجهاد في سبيل الله كان مقصدهم في هذه الحياة تنفيذاً لأوامر الله ورسوله من أجل الدفاع عن النفس. أذن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا وأن الله علي نصرهم لقدير" لأن من وقع عليه الظلم من حقه الدفاع عن النفس وتلك هي السمة الأساسية لهؤلاء الرجال الذين تربوا في مدرسة النبوة الأولي وأبو عامر الأشعري عم أبو موسي الأشعري واحد من هؤلاء الذين أبلوا بلاء حسناً في سبيل دعوة الحق. وكان جندياً مخلصاً ينفذ تعليمات سيد الخلق صلي الله عليه وسلم. بكل دقة ولم يتوان أية لحظة في النهوض بالمهام التي تسند إليه. أبو عامر الأشعري كان من قادة الجيوش الذين كان يتم اختيارهم لكفاءتهم والتزامهم وتحديد هؤلاء القادة كان يصدر من سيد الخلق صلي الله عليه وسلم وفي هذا الاطار قد اختار الرسول صلي الله عليه وسلم أبو عامر الأشعري ليتولي قيادة الجيش الي أوطاس وذلك عقب عودة الرسول صلي الله عليه وسلم من غزوة حنين وقد خرج أبو عامر علي رأس هذا الجيش متوجهاً الي المنطقة التي بها أوطاس ودارت المعارك وأبو عامر وسط الجيوش يجاهد ويوجه ويبذل قصاري جهده متطلعاً الي نصر الله في هذه المعارك ويحدوه الأمل في أن يعود لرسول الله صلي الله عليه وسلم منتصراً. دارت المعارك وفي مواجهة بين أبو عامر مع دريد ابن الصمة فتم قتله لكن شاءت الأقدار أن يتقدم نحوه رجل من بني جشم فرماه بسهم في ركبته مما تسبب في إصابة حركته بالشلل ولم يستطع التحرك من مكانه وفي هذه الأثناء شاهده أبو موسي الأشعري فقال من الذي أحدث بك هذه الإصابة فأشار الي الرجل الذي رماه فقام أبو موسي الأشعري بمطاردته وتبادل الاثنان الضربات وقد نصر الله أبو موسي فقتل هذا الرجل بعد حوار قصير أبدي خلاله هذا القاتل الغرور والغطرسة وبعد أن انتهي أبو موسي من الاجهاز علي هذا الذي اعتدي علي عمه توجه نحو أبو عامر حيث كان يرقد عقب إصابته وبعد أن نزع السهم الذي أصابه من رجله نظر الي ابن اخيه قائلاً: إذهب الي رسول الله صلي الله عليه وسلم فاقرأه مني السلام واسأله أن يستغفر لي ولم يمكث قليلاً حتي مات وتولي الراية من بعده أبو موسي الأشعري. وتنفيذاً لوصية العم توجه أبو موسي الي الرسول صلي الله عليه وسلم ونقل إليه رسالة عمه. وعندما سمعها رسول الله صلي الله عليه وسلم تأثر كثيراً.. ثم أخذ يدعو لأبي عامر دعاء يتضمن الكثير من الخير لجندي أبلي بلاء حسناً من أجل رفعة الإسلام ونشر سماحته وقال سيد الخلق صلي الله عليه وسلم في دعائه لأبي عامر الأشعري. "اللهم اجعله يوم القيامة فوق كثير من خلقك" ولعلها خير رثاء في وداع أبي عامر الأشعري أحد قادة جيوش الإسلام الذي امتلك الإيمان قلبه ووجدانه ورحل عن الدنيا وتشيعه دعوات طيبة من رسول الله صلي الله عليه وسلم.