ظاهرة تحويل الروايات الأدبية إلي مسلسلات تليفزيونية تختفي عن المشهد الدرامي الرمضاني هذا الموسم إلا قليلا. فبعد أعمال مثل "فيرتيجو" للكاتب الشاب أحمد مراد و"ذات" للكاتب صنع الله إبراهيم و"دهشة" المأخوذ عن رواية "الملك لير" لشيكسبير و"سجن النسا" عن رواية الكاتبة فتحية العسال و"أريد رجلا" المأخوذ عن رواية كاتبته نور عبد المجيد وهي أعمال تم تقديمها خلال المواسم الرمضانية الماضية علي الترتيب نقلا عن روايات أدبية. تتصدر رواية "أفراح القبة" للأديب العالمي نجيب محفوظ دراما رمضان المقبل ليكون هو المسلسل التليفزيوني الوحيد المأخوذ عن عمل أدبي خلال الموسم الرمضاني الذي بات يفصلنا عنه أيام معدودات. الفنانة سميرة أحمد أشادت بتحويل القصص الأدبية إلي أعمال درامية مؤكدة علي أنها قدمت كثيرا من هذه النوعية في السينما من قبل وحققت نجاحا كبيرا ومنها "قنديل أم هاشم" و"خان الخليلي". وقالت: إن كثيرا من روايات احسان عبد القدوس ونجيب محفوظ وغيرها بها موضوعات مختلفة بحيث لا يخرج كتاب السيناريو والحوار عن الموضوع. وليس لها علاقة بضعف الكتاب إذ يجب عليه أن يكون متعمقا بقراءة العمل الروائي. تضيف إذا تعايش السيناريست مع النص تتكون لديه الرؤية الواضحة والعميقة تجاه الشخصيات والأحداث والأماكن ويتم تحويل المقروء إلي المشاهد وتبديل الرواية إلي عالم السيناريو فيبدأ بتحليل الشخصيات وإظهارها بشكل يتناسب مع التسلسل الدرامي. وأن يبرز ملامح التشويق وعنصر المفاجأة لكي ينجح العمل. تتفق معها الفنانة ليلي طاهر وتقول: أجمل وأحلي الأعمال التي قدمت كانت الروايات الأدبية. وليس معني ذلك أن أي رواية تتحول إلي عمل درامي أو سينمائي. ولكن لابد من انتقاء واختيار الرواية التي تتناسب مع الحدث الاجتماعي الواقعي ويستفيد منها الشعب المصري والعربي. مشيرة إلي أن ذلك يجعل كتاب السيناريو يعملون فضلا عن أنها تثري الساحة الفنية. بالإضافة إلي أن الروايات الأدبية تؤثر عند الجمهور عندما يعطيها المخرج والكاتب والممثل مساحة في الشخصيات مما تجعلها أقرب للواقعية. وتابعت.. الساحة يوجد بها كتاب جادون ويمتلكون النصوص الجيدة. ولكن لا يلتفت إليها المنتجون لأنهم دائما ما يبحثون عن الربح في سوق انتاج المسلسلات. وبالتالي شاهدنا أعمالا دون المستوي لا نجد فيها أي هدف سوي أنها متكررة وتسيء للمجتمع. المخرج محمد النجار: الأونة الأخيرة شهدت بزوغ نجم جيل جديد من الشباب الروائي الذي استطاع خلال فترة وجيزة أن يفرض نفسه ورواياته بين الشباب وبالتالي فالاستعانة بتلك الروايات وتحويلها لأعمال فنية درامية جنبا إلي جنب مع عمالقة روائيينا القدامي بالتأكيد سيسهم في إثراء الدراما وتوجيه أنظار المشاهدين لنوعية جديدة أكثر نجاحا وتشويقا خاصة إذا كانت تلك الروايات بالفعل تمتلك الحبكة اللازمة وهو ما يسهل تحويلها إلي عمل متكامل المعالم. مضيفا أن التجارب السابقة اثبتت نجاح مثل تلك النوعية من الأعمال التي تجذب المشاهد وتحقق صدي واسعاً للعمل. السيناريست بشير الديك: من الطبيعي أن تلجأ الدراما التليفزيونية للروايات خاصة وأن الروايات الأدبية دائما ما تعطي العمل ثقلا فنيا شرط أن تتم معالجته جيدا دون التلاعب بالنص الأصلي. مضيفا: ان السيناريست الذي يعمل علي تحويل الروايات لمسلسلات لابد أن يمتلك مهارات خاصة وأن ينمي علمه ومهاراته باستمرار حتي يبتعد بالعمل عن الملل والتكرار وفي الوقت نفسه يخرجه في النهاية متفقا مع مضمون وهدف الرواية الأصلية ولا يبتعد عنها مهما اضيف إليها من شخصيات جديدة أو أحداث. مشيرا إلي أن الاستعانة بالروايات في الأعمال الدرامية يرفع من مستوي الذوق الدرامي العام خاصة إذا تمت معالجتها بشكل جيد. المؤلف والسيناريست عبد الرحيم كمال: تحويل أي عمل أدبي إلي مسلسل أمر صعب ويحتاج لسيناريست واع ومتمكن يمتلك أدواته بشكل جيد. ويعرف جيدا انه قد يلجأ لخلق وابتكار حبكات درامية وأحداث جديدة بالعمل قادرة علي جذب المشاهد دون الاخلال بالرواية الأصلية أو تشويهها حتي تخرج بعمل فني متكامل في النهاية. رافضا ما يتردد عن أن تحويل الأعمال الأدبية يأتي من باب الإفلاس وعدم وجود أفكار جديدة فالعمل الفني شيء متكامل يحتاج لقصة جيدة وسيناريو واقعي وفنانين محترفين ومخرج مبدع وغيرها من الأدوات التي يستحيل معها نجاح العمل إذا شاب أي منها الضعف. وقال إن وجود تلك الأعمال إلي جانب نوعيات درامية أخري تثري الموسم الدرامي ويجعل بين كل الأعمال منافسة شريفة يستطيع المشاهد اختيار الأفضل من بينها.