خرجت نتيجة مباراة المقاولون العرب مع الأهلي في الجولة الثلاثين من الدوري المصري الممتاز التي انتهت بفوز الأحمر بثلاثية نظيفة متوافقة تماماً مع الأحداث المثيرة والغريبة المجنونة التي كانت علي كل لون ليحقق الأهلي الهدف الأساسي وهو الحصول علي الثلاث نقاط ليعيد الفارق إلي ثمان نقاط مرة أخري مع نظيره صاحب الترتيب الثاني الزمالك. ارتفع رصيد الأهلي إلي 68 نقطة قاطعاً خطوة هامة وكبيرة نحو الوصول إلي منصة التتويج مرة أخري واستعادة درع الدوري بعد غيابه موسماً واحداً فقط حيث لم يتبق سوي خمس مباريات فقط له ومثلها للزمالك ويكفيه الفوز في ثلاث منها ليعلن رسمياً بطلاً للدوري ما لم يتعثر الزمالك ويتوج قبلها في حال مواصلة الأحمر لانتصاراته. ظفر الأهلي بالفوز في المباراة من جهة وأعاد فارق النقاط الثمان من جهة ثانية واستعاد مهاجمه الجابوني ماليك إيفونا من جهة ثالثة بعدما استطاع تسجيل الهدفين الأول والثاني في شباك المقاولون العرب. بعيداً عن أحداث الطرد لثنائي المقاولون العرب أحمد علي وأحمد مودي والهدف الأول للأهلي الذي أثار غضب فريق المقاولون العرب ثم استكمال الذئاب للمباراة في الشوط الثاني بثمانية لاعبين بعد خروج محمد شعبان للإصابة فإن الأهلي واصل تقديم عروضه الجيدة أمام منافسيه. ظهر فريق الأهلي أكثر حرصاً وإصراراً علي الوصول للفوز منذ الوهلة الأولي خاصة ان مارتن يول بدأ اللقاء بالتشكيلة المثالية الأفضل بالأهلي في الوقت الحالي والأجهز بدنياً وفنياً ومعنوياً ونفسياً. أما فريق المقاولون العرب فقد أربكت الأحداث في الشوط الأول وفقده ثلاثة لاعبين دفعة واحدة مديره الفني محمد عودة حيث خرج عمر جمال مصاباً وتم استبداله اضطرارياً ثم طرد أحمد علي وأحمد مودي في دقيقة واحدة بوقت مبكر جداً من اللقاء الذي تحول إلي مستحيل كروي بالنسبة لذئاب الجبل. بدأ فريق الأهلي المباراة مهاجماً منذ أول لحظة بحثاً عن هز الشباك وحسم مهمته مبكراً والحصول علي الثلاث نقاط وإعادة الفارق إلي مساره الطبيعي وهو الثمان نقاط مع مطارده الزمالك. ضاعت بالفعل بعد مرور دقيقة واحدة من بداية الشوط الأول فرصة هدف مؤكد من عرضية أحمد فتحي التي وصلت إلي مؤمن زكريا سددها بجوار القائم الأيسر للحارس محمود أبوالسعود لكن لم يلحق بها إيفونا غير اليقظ. علي الفور تحرك لاعبو المقاولون للرد علي هجوم الأهلي وكاد الحارس البديل أحمد عادل عبدالمنعم يتسبب في هدف يسكن شباكه بعدما أعاد الكرة التي وصلت إليه قصيرة داخل منطقة الجزاء بعدما ارتبك أمام عمر جمال ليلحق الأخير بالكرة ولكن لم تستغل. اكتسب لاعبو المقاولون الثقة بعد تلك الهجمة المرتدة وظهرت بوادر محاولات للوصول إلي مرمي أحمد عادل المرتبك مجدداً ولكنها جاءت علي استحياء ليظل الموقف تحت سيطرة الأهلي. اضطر المدير الفني لفريق المقاولون العرب محمد عودة إلي إجراء تغيير اضطراري بعد مرور ما يقرب من 14 دقيقة إثر الإصابة المفاجئة للاعب عمر جمال ليغادر الملعب وينزل بدلاً منه المهاجم محمد ماجد أنش. كان التغيير الاضطراري لذئاب الجبل بمثابة إيذان بالحظ السيئ غير المتوقع أمام فريق كبير مثل الأهلي يلعب من أجل البطولة والعودة إلي منصة التتويج من جديد هذا الموسم. ففي الدقيقة 21 استيقظ إيفونا أخيراً وتمكن من فك نحسه واستعادة نغمة التهديف مرة أخري بعد صيام لفترة غير قصيرة بإحراز الهدف الأول للأهلي من متابعة جيدة إثر تسديدة من عبدالله السعيد من خارج منطقة الجزاء ارتدت من يد الحارس محمود أبوالسعود ليكملها إيفونا إلي داخل المرمي الخالي من حارسه الواقع علي الأرض. وفي غضون دقيقتين فقط انقلبت الأوضاع في المباراة رأساً علي عقب إثر قيام حكم المباراة طارق سامي بإشهار البطاقة الحمراء مرتين في وجه اثنين من لاعبي المقاولون العرب أحمد علي وأحمد مودي علي الترتيب بسبب الاعتراض بطريقة غير لائقة علي هدف إيفونا. وبعد شد وجذب من جانب لاعبي المقاولون العرب من الحكم طارق سامي تم استئناف المباراة مجدداً بعد توقف حوالي أربع دقائق بعد هدف إيفونا واستكمل الذئاب اللقاء بتسعة لاعبين فقط. بعد الطرد أصبح الكلام عن عودة المقاولون للمباراة مستحيلاً وخروج الأهلي فائزاً وحاصداً للثلاث نقاط هو المنطق والطبيعي لفريق يلعب بكامل نجومه أمام منافس تعيس الحظ طرد منه لاعبان. لكن جاءت الدقيقة 42 من هذا الشوط لتعلن عن الهدف الثاني للمتابع الجيد جداً في هذه المباراة الجابوني ماليك إيفونا الذي نجح في استثمار تسديدة وليد سليمان التي ارتدت من العارضة بعدما وضعها لوب أعلي أبوالسعود لتصل إلي إيفونا فيضعها في المرمي وسط محاولة فاشلة من المدافع رامي عادل لإبعادها عن الشباك. بعد الهدف أيقن المدير الفني الهولندي لفريق الأهلي مارتن يول أنه ليس بحاجة إلي أربعة من المدافعين في الملعب بل المطلوب زيادة عدد اللاعبين من أصحاب النزعات الهجومية القوية فقام بسحب الظهير الأيسر صبري رحيل والدفع باللاعب رمضان صبحي لاسيما انه لا يوجد أي ضغط علي دفاع الأهلي أو حارس مرماه. أجري يول تغييراً تكتيكياً داخل الملعب حيث لعب رمضان صبحي بجوار مؤمن زكريا خلف رأس الحربة إيفونا بينما اتجه وليد سليمان للجبهة اليسري ليؤدي مهام دفاعية وإن كانت واجباته الهجومية في الأولوية. مرت الدقائق المتبقية من الوقت الأصلي ثم الوقت المحتسب بدل من الضائع دون أن تهتز شباك ذئاب الجبل مجدداً لينتهي الشوط الأول بتقدم الأهلي بهدفين فقط لاغير. بدأ الأهلي الشوط الثاني مهاجماً أيضاً مثلما كان الحال في سابقه بحثاً عن زيادة رصيد أهدافه أمام المقاولون الذي أصبح لا حول له ولا قوة منذ الدقيقة 23 في الشوط الأول من اللقاء. الملفت للنظر في الدقائق الأولي أن المقاولون بدأ يحاول مهاجمة مرمي الأهلي لعل وعسي يتمكن من هز شباك أحمد عادل عبدالمنعم لتقليص الفارق وإجبار الأهلي علي التراجع للخلف وتخفيف حدة الهجوم المكثف وبالطبع جاءت هجمات الذئاب مشوهة رغماً عن أنفهم وبعيدة عن أي خطورة دون أن يبذل مدافعو الأهلي أي مجهود. يجري محمد عودة تغييره الثاني بسحب محمد فضل من الملعب وينزل بدلاً منه محمد أبوشيشع ويرد مارتن يول بالدفع باللاعب صالح جمعة بدلاً من حسام عاشور في توجه هجومي مؤكد بحثاً عن تسجيل المزيد من الأهداف. بعد نزوله بحوالي ست دقائق فقط يسدد صالح جمعة بقوة لكن كرته تصطدم بالقائم الأيسر للحارس محمود أبوالسعود في أول ظهور للاعب رسمياً منذ فترة طويلة مع الأهلي. يستنفد فريق المقاولون العرب تغييراته بنزول عبدالعزيز الشاعر زيزو في التبديل الثالث والأخير علي حساب ديديه كوروي ويعدها بحوالي دقيقتين يتعرض الذئاب لصدمة جديدة بإصابة البديل محمد ماجد أونش وخروجه من الملعب للإصابة ليستكمل الفريق المباراة بثمانية لاعبين. يضع مؤمن زكريا بصمته في المباراة بإحراز الهدف الثالث للأهلي بضربة رأس من عرضية الجابوني إيفونا المتألق في هذه المباراة لينتهي اللقاء إكلينيكاً للأحمر وتصبح الثلاث نقاط في متناول يديه بالفعل. تتوقف المباراة لعدة دقائق بعد سقوط لاعب المقاولون العرب محمد شعبان وخروجه للعلاج وتستأنف مرة أخري بعد نزوله ومعه ينزل جون أنطوي بديلاً علي حساب قائد الفريق حسام غالي ليلعب الأهلي برأسي حربة صريحين وخلفهما مؤمن زكريا ورمضان صبحي بدعم ومعاونة من صالح جمعة صاحب النزعة الهجومية ووليد سليمان القادم من الجهة اليسري. تغيرت استراتيجية فريق المقاولون العرب ومديره الفني محمد عودة بعد الهدف الثالث للأهلي حيث كان التركيز في المباراة علي إيقاف النتيجة عند الثلاثية فقط حتي لا تحدث فضيحة كروية للذئاب سيذكرها التاريخ بغض النظر عن الفريق كان يلعب ناقصاً. بدا للجميع أن المقاولون يخطط لإنهاء اللقاء بصورة قانونية حتي لا يقع تحت طائلة العقوبات وبعيداً عن الانسحاب المباشر حيث عاود محمد شعبان السقوط مجدداً ليغادر الملعب ويصبح عدد لاعبي فريقه سبعة فقط. بالفعل لم تمر أكثر من ثلاث دقائق حتي سقط لاعب المقاولون العرب كريم الديب علي الأرض بداعي وجود آلام في قدمه ليخرج هو الآخر من الملعب ويصبح عدد اللاعبين ستة ليتوقف اللقاء قرابة العشر دقائق بعدما أصبح العدد الموجود في الملعب غير قانوني وسيتوجب إنهاؤها رسمياً لعدم التكافؤ علي ما انتهت إليه. خلال فترة التوقف جرت مداولات بين أعضاء طاقم التحكيم بقيادة طارق سامي بينما كان هناك مناقشات أخري بين المشرف العام علي الكرة بالمقاولون العرب والجهاز الفني للفريق فيما كان يتابع فريق الأهلي هذا المشهد سواء من كانوا داخل الملعب أو خارجه. وفجأة اكتمل العدد القانوني لفريق المقاولون العرب الذي يسمح له باستكمال المباراة بالفعل حيث عاد للملعب الثنائي المصاب محمد ماجد أونش الذي غاب لفترة زادت عن خمس عشرة دقيقة ومعه كريم الديب. لوحظ بعد المباراة أن هناك اتفاقاً ما تم بعد زيادة عدد أهداف الأهلي في شباك المقاولون العرب لحفظ ماء وجه الذئاب وحرصاً علي العلاقات الطيبة بين الناديين أيضاً. بالفعل ظهر لاعبو الأهلي وهم يتناقلون الكرة بين أقدامهم في وسط الملعب فلا هجمات علي مرمي محمود أبوالسعود إلا علي استحياء شديد حتي لا يقال إن هناك تعمداً من لاعبي الأهلي في ذلك حيث سدد وليد سليمان بجوار القائم وبعدها تسديدة بالرأس من إيفونا في يد أبوالسعود لينتهي اللقاء الغريب في أحداثه بفوز الأهلي بثلاثية نظيفة.