مع انه تخرج في كلية فيكتوريا بالاسكندرية ثم درس فنون المسرح في لندن.. إلا أنه التحق بكلية الفنون الجميلة بالقاهرة وتخرج فيها وأتاحت له هذه الفترة أن يكون تلميذا للمعماري السكندري الشهير. حسن فتحي والذي عرف من خلاله الفنون الإسلامية. هو المخرج "شادي عبد السلام" ابن الوجه القبلي.. صعيد مصر.. وبالتحديد مدينة المنيا التي ولد بها عام 1930 والذي بدأ حياته الفنية مصمما للديكور ثم مساعدا للمهندس الفني رمسيس واصف.. وعمل بعد ذلك مساعدا للإخراج في عدة أفلام أغلبها لمخرجين أجانب.. منها الفيلم البولندي "الفرعون" وهو نقطة البداية الحقيقية في مشوار هذا الفنان الذي شارك في إعداد ديكورات وأزياء واسكسسوارات الفيلم.. وعمل أيضا كمساعد إخراج في أفلام "وإسلاماه" إخراج أندرو مارثون. "الحضارة" للإيطالي روبرتو روسللين. "كليوباترا" إخراج الأمريكي جوزيف مانكوفيتش. اتجه شادي للسينما المصرية وقدم عددا من الأفلام القصيرة المهمة وأشهرها: "الفلاح الفصيح" المأخوذ عن احدي البرديات الفرعونية القديمة والمعروفة باسم "شكوي الفلاح الفصيح" وقد فاز هذا الفيلم بجائزة السيدالك في فينيسيا. و"المومياء" الذي يعتبر من أهم الأفلام العربية التي قدمت في تاريخ السينما وهو يعالج قصة الهوية والحفاظ علي التراث الحضاري لمصر.. وقد نال هذا الفيلم العديد من الجوائز في المهرجانات العالمية واستحق شادي أن يكون واحدا من أبرز مخرجي العالم فقد اختير ضمن أهم "100 مخرج" علي مستوي العالم خلال تاريخ السينما في العالم من رابطة النقاد الدولية في فيينا... كما احتل الفيلم المرتبة الأولي في استطلاع الأفلام الأجنبية الذي أجري في فرنسا. بعد المومياء.. عكف شادي علي مشروعه الكبير الثاني والذي لم ير النور وهو فيلم "مأساة البيت الكبير" أو - كما عرف باسم - اخناتون والذي ظل في كتابته عشر سنوات قام خلالها بإعداد تصميمات وديكورات وأزياء واكسسوارات الفيلم.. وسعي إلي أن تقوم وزارة الثقافة بانتاجه نظرا لتكلفته العالية.. لكن جهوده باءت بالفشل وانتقل إلي جوار ربه في أكتوبر عام 1986 قبل أن يحقق آخر أفلامه السينمائية.