بعد أيام قليلة تبدأ امتحانات الثانوية العامة المرعبة التي لا مثيل لها في العالم كله.. هذا الرعب الذي صنعه المسئولون في التربية والتعليم.. حتي نجحوا في توصيله إلي كل شقة وشارع وحارة وقرية ومدينة.. فالرعب يسيطر علي كل أسرة بها طالب في هذه السنة الكئيبة.. وأيضا كل أسرة بها طالب أقترب من هذه السنة السوداء.. وبدلا من التخفيف عن كاهل ونفسية الطلاب إلا اننا نسمع كثيرا من المعلمين وأولياء الأمور يرددون العديد من الأمثلة الشعبية ومنها المثل الشائع "في يوم الامتحان يكرم المرء أو يهان".. مما يجعل الطلاب في حالة نفسية سيئة وصراع عصبي داخلي قد يأتي بنتائج عكسية. وحماية للطلاب في هذه الأيام الصعبة يجب علي أولياء الأمور أن يعلموا أن غالبية الأمثلة الشعبية في الشعوب المتقدمة تحث علي السعادة وبث روح التفاؤل في القلوب بأن غدا أفضل من اليوم.. أما في عالمنا "المتخلف النايم" فمعظم الأمثلة الشعبية تدعو للإحباط والكسل والنوم.. ومنها: "في يوم الامتحان يكرم المرء أو يهان" و"ياابن آدم مهما تجري جري الوحوش غير رزقك لن تحوش" و"اصرف ما في الجيب يأتيك ما في الغيب" وغيرها. في المثل الأول وهو "في يوم الامتحان..." دعوة للتشاؤم والإهانة.. فالطالب في هذا اليوم إما أن يكرم ويرفع علي الرءوس.. وإما أن يهان ويوضع تحت الأقدام.. فهل هذا معقول في عصر التقدم المذهل اللامتناهي ان نعطي ابناءنا هذه الجرعات الانهزامية المحبطة. البعض يتصور أن مثل هذا المثل يعتبر حافزا للطلاب في دراستهم من أجل النجاح.. وللبني آدمين في حياتهم للفوز بالآخرة.. وأنا معهم في أن ظاهر المثل في جملته الأولي ايجابي أما جملته الثانية فهي الاهانة.. بما يعني يا ابيض يا اسود. إذن ما الحل في مثل هذا اليوم؟ الحل في مثل هذا اليوم سهل ولا يحتاج إلي مثل هذه الأمثال التي في ظاهرها التحفيز وفي باطنها التعجيز.. وذلك بالحديث المتفائل مع ابنائنا الطلاب بأن غدا افضل من اليوم وأن الله سبحانه وتعالي مع كل مجتهد صبور. كما أن الحل في تطوير اسلوب امتحان الثانوية العامة.. بحيث يكون بالكمبيوتر بدلا من الأسلوب العقيم الحالي المسمي بالكنترولات والمسيطر عليه مافيا رهيبة من كبار وصغار القيادات في وزارة التربية والتعليم والذين يتحصلون علي عشرات الآلاف من الجنيهات سنويا نظير ذلك.. وبالتالي مثل هؤلاء لن يقبلوا تطبيق أي أسلوب جديد حتي لا يخسروا هذه "الهبرة الكبيرة". وبمنتهي الأمانة إذا نجحت الدولة في تطوير المناهج وتغير اسلوب الامتحانات فسوف تستريح وتريح.. تستريح الوزارة من أعباء الكنترولات التي تتعدي المليار جنيه سنويا وكذلك تستريح نهائيا وبشكل كبير من حيتان الدروس الخصوصية.. كما أنها ستريح الأسرة من كافة الأعباء التي أنهكت قواها وأهلكت كيانها. كما ان التطوير سيشمل نظام القبول بالجامعات من النظام الحالي إلي نظام أكثر تطورا يعتمد علي القدرات والمواهب للطلاب مع الوضع لقيمة المجموع الحاصل عليه الطالب في الأعتبار. كلمة هامة: أيها المسئولون عن التعليم.. ارحموا أبناءنا الطلاب.. خففوا المناهج وطوروها وغيروا اسلوب الامتحانات.. وكذلك نظام القبول بالجامعات.. ويا أيها الحكماء انسفوا الأمثلة الشعبية التي تدعو للإحباط.. ورحبوا بكل مثل يدعو للتفاؤل بالمستقبل.