يعد مسعود شومان واحداً من أبرز وأهم شعراء العامية في مصر الآن. فهو أكثر الشعراء حرصاً علي المغامرة وفتح طرق جديدة في كتابة نص العامية. لم يترك مسعود شومان شكلاً شعرياً إلا وجرب فيه. كتب قصيدة النثر. وقصيدة التفعيلة. والقصيدة الزجلية. وكتب المربع. وكتب الرباعيات. وجرب كتابة القصيدة الديوان. وهو في كل ذلك حريص علي أن يكون نفسه. ويكون صوته الخاص. ومؤخراً أصدر مسعود شومان ديوانه العاشر "دكان للخردة" عن دار العين. ويمثل هذا الديوان إضافة مهمة إلي مسيرة مسعود شومان. وإلي مسيرة شعر العامية بشكل عام. الديوان عبارة عن قصيدة واحدة في عدة مقاطع. حرص مسعود شومان في كل مقطع علي اختلاف الشكل الطباعي فهناك جزء ببنط أسود والجزء الاخر ببنط مختلف. ولم يكن هذا الاختلاف اعتباطياً. لكنه بمثابة حيلة فنية لجأ إليها الشاعر. حيث هناك حوار دائم بين الجزأين اللذين يتضمنهما المقطع. وكأننا أمام شاعرين وليس شاعراً واحداً. أو كأننا في حوار بين الشاعر وذاته. دار العين حرصت علي إقامة حفل توقيع ومناقشة للديوان أدارته د. فاطمة البودي. وشارك فيه د. شاكر عبدالحميد ويسري حسان وعدد كبير من الشعراء والنقاد. بالإضافة إلي الملحن عهدي شاكر الذي قدم عدداً من الأغاني التي كتبها مسعود شومان. أكدت د. فاطمة البودي أن دار العين يشرفها أن تنشر ديواناً لشاعر في حجم ومكانة مسعود شومان. مشيرة إلي أن الديوان تجربة فريدة ومهمة في شعر العامية. ولها خصوصيتها وجمالياتها التي تؤكد أننا أمام شاعر من الوزن الثقيل أضاف الكثير إلي شعر العامية المصرية. وقال د. شاكر عبدالحميدإن شعر مسعود شومان لا يشبه غيره.خاصة في تحقيقه مساحات مدهشة تستدعي أشكالا متعددة تمثل تنويعات لرؤية دكان الخردة بما يتسع للأصوات والأشكال والرغبة في الانعتاق من القيود والطموح إلي الحرية إن شعر شومان خاصة هذا الديوان كما قال د. شاكر عبدالحميد يعد واحدا من أهم دواوين شعر العامية ولم أر له مثيلا كونه جزءا في مشروع شعري هو القصيدة الديوان التي تحيط بالعالم وما فيه من تنويعات إنسانية وجمالية فضلا عن رؤيته كشاعر كبير يدرك بصمته في سياقات كتابته وهو ما نستمع إليه في أحد مقاطعه: يطلع جنون طايش.. يطلع بنا هايش.. يطلع جنين من غير عينين يطلع ما يطلع الحسبه مش كميا ومش فرس ماشي مالهش لجام وأشار يسري حسان إلي أن تجربة شعر العامية في جيل الثمانينيات قامت علي أكتاف مجموعة من شعراء العامية المهمين. علي رأسهم الراحل الكبير مجدي الجابري ومسعود شومان ومحمود الحلواني وغيرهم من شعراء العامية الذين كتبوا نصاً مختلفاً لايستنسخ تجارب الشعراء السابقين عليهم. بل يقدم إنجازه الخاص..وأضاف أن ديوان دكان للخردة واحد من أهم الدواوين التي صدرت في مصر خلال الفترة الأخيرة لما فيه من جرأة وارتياد لمجالات جديدة وطرائق مختلفة في الكتابة. فمسعود شومان الذي يعد هذا ديوانه العاشر لايعمل وفق فكرة التراكم بقدر مايعمل وفق فكرة الإضافة. فكل ديوان له هو تجربة جديدة ومختلفة لاتراكم الكتابة بل تضيف إليها. فالشاعر إذا لم يكن لديه جديد يقدمه في ديوانه فما الدافع لإصدار الديوان أصلاً. هكذا يؤمن مسعود شومان. وهكذا يعمل بدأب شديد.