ضاقت علي نفسي أكتب اليكم بعد ان ضاقت بي الدنيا بل ضاقت علي نفسي وبدأ الصبر يتسرب من بين يدي وبدلا من الحسنات التي كنت أحصدها في تربيتي وصبري علي ابني المعاق ستبدل الي سيئات خاصة وان فكرة الانتحار تراودني بشكل مستمر في الفترة الأخيرة وأخشي ان استسلم في لحظة ضعف. فقد مضي 11 سنة علي رحلة معاناتي مع ابني محمود الذي جاء الي الدنيا مصابا بضمور بخلايا المخ أدي الي شلل وتيبس بالأطراف الأربعة فبدأ رحلة علاجه وعمره أيام ما بين أدوية وعلاج طبيعي ولكن تعثرت في بداية الطريق للارتفاع الباهظ في نفقات علاجه وأنا عامل أرزقي وأعول أسرة كبيرة. توقفت عن مواصلة علاجه وطرقت كل الأبواب لمساعدتي فلم أجد من يرق لحال ابني المسكين الذي بدأ يعاني من قروح الفراش منذ توقفه عن جلسات العلاج الطبيعي وعجزت حتي عن شراء مرتبة هوائية له تخفف عنه بعض آلامه. تملكني اليأس والشعور بالعجز وأنا أري ابني يصرخ ليل نهار من شدة الألم فبعثت إليكم مستغيثا بأهل الخير ليتكفلوا بنفقات العلاج الطبيعي المقرر له حتي تتحسن حالته ويقدر علي الاعتماد علي نفسه ولو في شئونه الضرورية. محمد حلمي حافظ القاهرة "تمام" الفلسطينية وكفاح لم ينته تذكرتها من أول سطور رسالتها رغم مضي أكثر من 8 سنوات علي زيارتي لها عندما توجهت لها في شقتها بحي الجمالية وسددت عنها الايجار المتأخر كاملا من تبرعات فاعلي الخير المتعاونين معنا انقاذا لها من الطرد. حضرت وقتها في ذاكرتي لأسباب كثيرة فهي فلسطيتية اسمها.. تمام حسني محمد لها رحلة كفاح طويلة في فلسطين تزوجت من مصري منذ حوالي 40 سنة ولم يرزقها الله بأبناء وعندما توفي زوجها أصرت علي البقاء في مصر بعد ان شعرت انها صارت بلدها الحقيقي فكافحت علي نفسها دون ان تطلب مساعدة من أحد حتي اشتد عليها المرض وتراكم عليها إيجار الشقة فاستعانت بنا لانقاذها من الطرد لأنها ليس لها أي معارف في مصر ووقتها ستضيع تماما. انقطعت أخبارها بعد ان سددنا لها الايجار حتي وصلتني مؤخرا رسالة منها تذكرني بمعروف أهل الخير معها الذي شجعها علي طلب المساعدة منهم للمرة الثانية حيث تعرضت لحادث أليم أقعدها تماما فعلا عن اصابتها بأكثر من مرض مزمن مما جعلها في حاجة الي علاج باهظ التكاليف في الوقت الذي صار كل دخلها 200 جنيه من السفارة الفلسطينية بمصر. تراكم عليها الايجار من جديد فلم يمنحها صاحب البيت أية فرصة وطردها فاستضافتها سيدة مسنة للإقامة معها هي وزوجها وعاشوا معا كالأهل وبقت مشكلة واحدة عجزت "الست تماما" عن مواجهتها ثمن شراء العلاج المكلف الذي لا يمكنها الاستغناء عنه وهو ما جعلها تبعث الينا للمرة الثانية لتكفل أحد الخيرين بنفقاته ويعفو جارتها وزوجها اللذين يقتطعان من قوتهما لينفقا عليها لوجه الله فقط.