ما أصعب أن تخاطب شعبا.. أنت قلبه ولسانه.. ما أقسي أن تبرر. وكنت دوماً من يحارب ويبكي ويحمل الجبال في الصدر وفوق الأكتاف. لم تكن الصحافة ربما طوال سنوات نضالها البعيدة والمضيئة تتصور يوماً أن تصوب إليها المدافع.. هي لا تريد رداً لجميل لأنها لم تناضل من أجل ذلك.. لكن الأزمة الشائكة نبتت لها ذيول وبات في الوطن "شرفاء" غير "الشرفاء". وجابت حول صرحها أصوات تطلب تكميم الأفواه. وهدم صرح الحرية. ولو علموا فهم يريدون ذلك لهم قبلنا. "إحنا الصحفيين".. أقلام الحبر والصبر وأحيانا الدماء. "إحنا الصحفيين".. حراس الحرية.. عشاق الوطن.. حروف الأمل. وصوت المطحون.. نحن من يقول "لا" في وجه ألف نعم تريد أن تسحقك.. نحن من لم يطلب منك يوماً أن تدفع أو تهتف.. حتي ما تدفعه ثمنا لجريدتنا تلك أو غيرها ليس سوي جزءاً يسيرا مما تكبدناه.. اليوم يتندر من يتندر علينا بأننا إن غبنا لن يجد ما يمسح به الزجاج.. ألم نمسح يوماً دمعة.. ألم ننطق يوماً عنك.. ألم نكن أول من يرتب علي كتفيك.. ألم تطمئن معنا ونحزن معك وتفرح معنا.. نحن الحرية.. ألا تريدها.. ألم تثر من أجلها.. أتذكر وردك "اللي فتح في جناين مصر".. كانت لنا فيه زهور.. رحلوا وهم يبتسمون.. ماتوا من أجلك. "إحنا الصحفيين".. يوماً لم نضرب ولم نقتل ولم نستعرض عضلاتنا.. لم ولن نكون يوماً في أزمة مع الوطن.. نحن فقط نطلب الحرية لك.. ألا تريدها؟