احتشد عشرات المبدعين والنقاد واساتذة الجامعات بقاعة الندوات بالمجلس الأعلي للثقافة الاسبوع الماضي للاحتفاء بالناقد الكبير د. محمد عبدالمطلب الفائز بجائزة الملك فيصل العالمية في الأدب. وذلك في غياب الكاتب حلمي النمنم وزير الثقافة الذي أقيم الاحتفال تحت رعايته. الليلة تضمنت العديد من الكلمات والشهادات عن د. محمد عبدالمطلب ومكانته النقدية واسهاماته التي قدمها عبر مسيرته الطويلة. أشارت د. أمل الصبان أمين عام المجلس إلي أن د. محمد عبدالمطلب. دافع عن الشعر العربي ومازال يري أنه الفن الأول عندنا علي الرغم من ظهور العديد من الفنون الأخري علي الساحة الأدبية والنقدية كفن الرواية والمسرح . وغيرهما. مؤكدة أنه الناقد الأدبي الذي يدافع عن قضايا البلاغة العربية والتراث العربي في كثير من كتبه ومقالاته وأشارد. عبدالعزيز السبيل. أمين عام جائزة فيصل العالمية إلي أن الجائزة تشعر بكثير من الزهو والفخر حين يفوز بها قامة كبيرة بحجم د. محمد عبدالمطلب. فهو شخص ذو وعي معرفي شمولي ثاقب. له بعدان .زمني وجغرافي. يتمثل الزمني في دراسته بعمق لشعر امرئ القيس. وتوقفه باقتدار أمام شعراء الحداثة. كما استهوته القصيدة الطللية. وقصيدة النثر. أما بعده الجغرافي. فقد جعله خير ممثل للاتجاه العروبي. وللثقافة الواحدة مهما اتسعت جغرافيتها. مشيرًا إلي أنه تناول الكثيرين من شعراء مصر. لكن رؤيته اتسعت جغرافيا فوقف عند الشعراء بدر شاكر السياب. وعبدالوهاب البياتي. ومحمود درويش وأدونيس وعبدالعزير المقالح ومحمد الفيتوري. وغيرهم. وتحدث د. جابر عصفور عن العلاقة الإنسانية والصداقة التي جمعته بالدكتور محمد عبدالمطلب منذ عام. مشيرًا إلي أنه أخ كبير وناقد وقائد ورائد ومناسبة حصوله علي جائزة الملك فيصل. مناسبتنا جميعًا د. سيد ضيف الله. قال إن تلك الجائزة حجز بها د. محمد عبدالمطلب مقعده إلي جوار القامات الكبري في مصر من دارسي اللغة العربية وآدابها الذين سبقوه للفوز بها د.شوقي ضيف ود. تمام حسان ود.عبدالقادر القط وغيرهم. قال "ضيف الله"إن هناك قامات كثير مصرية تستحق الفوز بكبري الجوائز المصرية والعربية. لكن القليل من هذه القامات من فاز بجائزة أكبر من كل الجوائز الموجودة في عالمنا العربي. ألا وهي جائزة أن يكون للعالم مدرسة تحمل اسمه في النقد الأدبي. ونستطيع أن نقول بكل ثقة إن في العالم العربي مدرسة يمكن نسبتها لمحمد عبدالمطلب بوصفه رمزًا لكل من وضع قدمًا راسخة في التراث العربي. وراح يتأمل المشهد الأدبي المعاصر بموضوعية العالم وذائقة الناقد المدربة. محتكمًا لذائقته وخبرته الكبيرة في قراءة النصوص الأدبية. فهكذا فعل "عبدالمطلب" مع قصائد شعراء السبعينيات فضرب مثالا لناقد يعرف كيف يصطاد اللآليء من أعماق المشهد الأدبي. أما د. يوسف نوفل. فقال أن الحديث عن الفائز لا ينفصل عن الحديث عن الجائزة ومكانتها. فمنذ دورتها الأولي اثبتت جدارتها لانتسابها بالفائزين فيها. فقد اكتسبت ثقة عالمية من المتخصصين في البحوث. منذ كانت مقتصرة علي فرعين حتي تعددت فروعها. مشيرًا إلي أنها جائزة التزمت بالمعايير والمقاييس. يفخر بنيلها شوامخ. ورأي "نوفل". أنه منذ الأيام الأولي للدراسة مع د. عبدالمطلب. وقد اكتشف ذائقته الفنية الحساسة المتيقظة. فهو متذوق للنص. يمتلك ذاكرة قوية. مطلقًا عليه لقب "أبو الجوائز".