ماذا يجري في مصر؟! هل غير الإرهابيون تكتيكاتهم ومدوا نشاطهم إلي الداخل ليتصيدوا ضباطنا أبناء القوات المسلحة ويترصدوهم وينصبوا لهم الكمائن علي الطرق في غدوهم ورواحهم ليقتلوهم بوحشية وحيوانية لا مثيل لها علي وجه الأرض؟! فقدت مصر شهيداً جديداً يوم الثلاثاء الماضي هو النقيب طيار محمد حمدي عبدالعزيز أثناء عودته من عمله بالإسكندرية في طريقه إلي قريته ميت طريف التابعة لمركز بلبيس بالدقهلية لقضاء إجازته حيث أوقف سيارته مجهولون وانقضوا عليه طعناً بأسلحة بيضاء بلغ عددها 35 طعنة!!! ما هو الغل والحقد الأعمي الذي جعل هؤلاء المجرمين الإرهابيين ينقضون علي الطيار الشاب بهذا العدد المهول من الطعنات النافذة في كل أنحاء جسده؟! لن أطالب وزارة الداخلية وحدها ممثلة في جهاز الأمن الوطني والمباحث والأمن العام في التحرك بسرعة لكشف غموض هذه الجريمة البشعة.. بل أطالب جهاز المخابرات الحربية بل والمخابرات العامة أن يكون هناك تعاون بينهم جميعاً للتوصل إلي هؤلاء الإرهابيين علي وجه السرعة وعقد محاكمات عاجلة لهم وإعدامهم خلال اسبوع واحد علي مرأي ومسمع من كل أبناء مصر الذين هزتهم تلك الجريمة. ذكرت "البوابة نيوز" معلومات عن تلك الفاجعة تدل علي ان وراءها عملا ارهابيا.. حيث قالت ان التحريات الأولية تدل علي ان مجموعة من المسلحين تربصوا بالنقيب الطيار وترقبوا موعد خروجه من وحدته بالإسكندرية وسددوا إليه أكثر من 30 طعنة فأردوه قتيلاً قبل أن يلقوا بجثته بجوار سيارته علي بعد كيلو مترات من وحدته!! رسائل كتبها النقيب طيار محمد حمدي عبدالعزيز عبر حسابه علي "فيس بوك" قبل مقتله بأيام.. والمتأمل في الكلمات والمعاني التي كتبها يستشف منها انه كان معرضا للخطر من جهة مما يوحي بدنو أجله!! فما هي هذه الجهة التي كانت تهدد حياته والتي طالبت من أجلها أن تتحرك كل الأجهزة لكشف ملابسات هذه الجريمة.. وقد كتب الطيار الشهيد هذه الرسائل: * "دايماً اللي علي حق عينه قوية" و"رئيسي كان بيتكلم بقوة ومش راهب حد.. ودي شخصية بنتعلم منها كلنا.. أقوال.. أفعال.. صبر.. رجولة.. تحدي.. قوة". * "يا رب انصر مصر ورئيسها دايما وتحيا مصر". * "حين أموت يا أمي لا تحزني علي أشياء كنت أريدها.. بل اغفر لي.. وحين أموت يا أخي افهم فلا تدع كبرياءك يسقط.. أريدك أن تبقي الأخ الحنون.. وحين أموت يا أصدقائي لا تسمحوا لأعينكم بالبكاء.. أريد منكم الدعاء لي فقط.. وحين أموت يا من أحببت لا تسمح للحزن أن يكسرك بل أكمل حياتك بدوني"! قال رضا الحصري أحد جيران الشهيد بقرية ميت طريف ان النقيب طيار محمد حمدي عبدالعزيز كان الجميع يشهدون له بحسن الخلق هو ووالده وأسرته.. وان الحزن والألم الممزوجين بالغضب عم القرية كلها خاصة عندما علموا بطريقة قتله الوحشية.. وطالبوا بسرعة ضبط الجناة وكشف ملابسات الحادث والتصدي بكل قوة للإرهاب الغاشم. كلمات الأهالي في قرية الطيار الشهيد تدل علي ان تلك الجريمة الوحشية ارتكبها ارهابيون وليست جريمة عادية.. وهذا ما دعانا لأن نطالب بأن تتحرك الأجهزة المعنية بسرعة لضبط الجناة إن لم يكونوا قد انتقلوا إلي محافظة أخري للاختباء فيها أو تسللوا عبر الحدود للهروب حتي لا تلاحقهم هذه الأجهزة. هذه الجريمة تؤكد لنا اننا يجب أن نضع خططا بديلة لحماية ضباطنا وجنودنا عند القيام بإجازاتهم أو وهم ذاهبون أو عائدون من عملهم فالإرهاب لا يسير في خط مستقيم للقيام بأعماله الإجرامية بل يحاول أن يغير بين وقت وآخر من تلك الخطط. وعلي أجهزتنا المعنية ألا تنتظر رد الفعل بعد القيام بعملياته بل لابد من أعمال استباقية لقهره والتصدي له.