اليصابات هي أخت حنة بنت فاقوذ أم مريم. وقد كانتا عاقرتين فمن الله عليهما بالذرية. وهي زوج زكريا وأم يحيي النبيين الكريمين - علي نبينا وعليهما الصلاة والسلام - وقد أثني الله عليها في كتابه الكريم بأنها كانت من الصالحين. فقال: "وزكريا إذ نادي ربه رب لا تذرني فرداً وأنت خير الوارثين. فاستجبنا له ووهبنا له يحيي وأصلحنا له زوجه إنهم كانوا يسارعون في الخيرات ويدعوننا رغباً ورهباً وكانوا لنا خاشعين" وذكرها أيضاً في قوله: "هنالك دعا زكريا ربه قال رب هب لي من لدنك ذرية طيبة إنك سميع الدعاء. فنادته الملائكة وهو قائم يصلي في المحراب ان الله يبشرك بيحيي مصدقاً بكلمة من الله وسيداً وحصورا ونبياً من الصالحين. قال رب أني يكون لي غلام وقد بلغني الكبر وامرأتي عاقر قال كذلك الله يفعل ما يشاء". وفي قوله: "ذكر رحمة ربك عبده زكريا. إذ نادي ربه نداء خفيا. قال رب إني وهن العظم مني واشتعل الرأس شيبا ولم أكن بدعائك رب شقيا. وإني خفت الموالي من ورائي وكانت امرأتي عاقرا فهب لي من لدنك وليا" وهذه الآيات تبين ان اليصابات زوج زكريا كانت عاقرا وكبيرة في السن. وكذلك زكريا قد بلغه الكبر. وهذه أيضاً معجزة تضاف إلي معجزة حنة أم مريم في زيادة تنبيه البيت اليهودي الجامد المادي الغليظ ان وراء الأسباب مسببا. وان كل صنعة تحكم صانعها إلا الله. فإنه يحكم الصنعة. ولا تحكمه الصنعة. وهاتان المعجزتان كانتا تمهيداً لميلاد عيسي المعجز. حتي إذا جاء بغير أب نقول للمكذبين اليهود وللمؤلهين له: كيف تفسرون ولادة كل من يحيي ومريم من أبوين شيخين كبيرين تخطا التسعين؟ وامرأتين عجوزتين تخطتا الثمانين. وهما عاقرتان أيضاً؟ فبهاتين المعجزتين أصبح الطريق ممهداً لمجيء معجزة مولود بغير أب. وهو عيسي. علي نبينا وعليه الصلاة والسلام.