الفترة الماضية شهدت تضارباً في التصريحات حول موعد انتهاء مشروع مبني الركاب الجديد رقم "2" بمطار القاهرة الدولي حتي وصل الأمر إلي إخطار جهات سيادية بموعد الافتتاح ثم تفاجأ هذه الجهات أن المعلومات التي لديها مضروبة ولا تمثل الحقيقة وحتي يتبرأ وزير الطيران السابق من مسئوليته أحال ملف المبني إلي هيئة الرقابة الإدارية للتحقيق بشأن تأخير الافتتاح. من وجهة نظري أن تضارب المعلومات بشأن المبني هي التي عجلت بتعيين شريف فتحي وزيراً للطيران ومنذ تعيينه في منصبه لم يصدر تصريحاً إلا بعد دراسته ووضوحه وضوح الشمس لأنه كعادته يريد أن يكون دقيقاً وهذا ما يميزه عن الآخرين. لكن يبقي السؤال: متي يتم افتتاح المبني الجديد؟ آخر كلام وهو ما أكده المهندس إسماعيل أبوالعز رئيس الشركة القابضة للمطارات والملاحة الجوية أن الموعد هو 30 يونيو القادم وهذا يعني أن المبني سيكون جاهزاً لاحتفالية الافتتاح في هذا الموعد إذا تقرر الاحتفال لأن هذا التاريخ سيكون في الأسبوع الأخير من شهر رمضان المبارك ويمكن تشغيل المبني ثم يكون الاحتفال بعد نهاية شهر الصوم وهذا شأن الجهات المسئولة التي تقرر ذلك. لكن ما يهمنا هو أن شركة "ليماك" التركية ستنتهي من أعمالها كاملة في نهاية الشهر الجاري ويتم تسليم المبني من خلال المقاول وهو ليماك لمدير المشروع وهو شركة "هل" الأمريكية واستشاري المشروع وهو شركة Asg لتبدأ أعمالهما من تجربة كافة الأجهزة والأنظمة والمعدات والاطمئنان من كفاءة التشغيل وهذه المدة كافية لذلك خاصة أن افتتاح المبني في الموعد الذي تم تحديده وهو يتزامن مع احتفالات المصريين بثورة 30 يونيو المجيدة والمتوقع مع تسليم المقاول للمبني وانتهاء دوره ستبدأ مرحلة جديدة من الاستعداد المبكر للتشغيل الكلي للمبني بكامل قوته من شركات الطيران التي تقرر نقلها من المبني القديم إلي المبني الجديد وبالفعل تم إخطار جميع شركات الطيران بالموعد الجديد. اليوم عكس البارحة لا تصريحات عشوائية في العهد الجديد ولا مكان لمسئول لا يعرف واجباته وكان يعتمد علي أنه من الزمن الجميل وهو زمن أهل الثقة من وجهة نظره وهو زمن التصريحات المتضاربة الذي رحل دون رجعة والدليل علي ذلك أن المسئولين بالبنك الدولي الجهة المانحة لقرض المبني الجديد أعلنوا رسمياً أن المسئولين بشركة ميناء القاهرة الجوي يجهلون عمل البنك الدولي وهذه هي الطامة الكبري وأبدوا استعدادهم لعقد دورة لهم بالمجان تتناول كل صغيرة وكبيرة عن البنك الدولي.. خاصة بعد أن وقع هؤلاء في أخطاء كادت أن تكلف شركة الميناء ملايين الجنيهات نتيجة الجهل بطبيعة عمل البنك الدولي فهل هذا معقول؟! هذا ما نجنيه من مسئولي الصدفة التي جاءت بهم لتولي مناصب قيادية وافتقادهم لأهم عنصرين لتحقيق النجاح وهما القيادة والإدارة واستمرار بقاء هؤلاء المسئولين في مناصبهم ولو يوماً واحداً يعرض الشركات للدخول في النفق المظلم. العمل بفكر عقيم أمر خطير لا يمكن السكوت عليه خاصة وقد رحل من كان يمثل لهم طوق النجاة.. أيها المسئولون أطلقوا سراح المبدعين وأصحاب الخبرة من المكاتب المغلقة ولا تسمحوا للأصوات العالية في الاجتماعات الهامة للهراء الذي ينطقون به ليثبتوا تواجدهم.. لا تنخدعوا بأجسامهم الضخمة ولا حلو الكلام ولا الأدوات الرخيصة التي يعتقدون أنها تحميهم من غدر الزمان.. ساعات قليلة وسوف نري تصحيحاً للمسار من أجل نهضة أنشطة الطيران المدني في عهد الوزير الشاب شريف فتحي الذي وضع هذا الهدف نصب عينيه منذ اليوم الأول لتولي المسئولية.