العلاقات المصرية السعودية ليست وليدة الصدفة أو اللحظة وإنما هي تاريخ عميق الجذور داخل نفس كل مصري منذ أن بني سيدنا إبراهيم قواعد البيت الحرام فهذا امتداد ديني ومكاني وزماني منذ أيام الفتح الإسلامي لمصر وكانت مصر هي القلب النابض للدولة الإسلامية ومنارة الحضارة واشعاعها في العالم الإسلامي خاصة السعودية مما يؤكد عمق العلاقات التاريخية منذ الطريق الوحيد الذي يربط حجاج بيت الله بين المملكة السعودية والمغرب العربي والمشرق عن طريق الصحاري المصرية بسيناء.. وزادت العلاقة قوة بين البلدين حينما نادت المملكة السعودية بجلاء الانجليز عن مصر وساندتها في المحافل الدولية وابرمت معاهدة دفاع مشترك بينهما وكان للمملكة السعودية دور كبير في مساندة مصر في حربها ضد الكيان الإسرائيلي. وبدا هذا واضحا في حرب اكتوبر المجيدة والكل يعلم دور الملك العظيم فيصل رحمة الله عليه وبأن السعودية السند الحقيقي في دعم مصر والمصريين في كافة المواقف والشدائد ليظهر معدن الرجال الأوفياء كما ان دور السعودية الأخير والدبلوماسية التي لعبتها السعودية أبان أحداث ثورة 25 يناير ودعمها المالي والسياسي لثورة 30 يونيو التي أعادت الشعب المصري إلي الحياة واعترافها بثورة 30 يونيو كان له دور لدي العالم في الاعتراف بالثورة وتغيير مواقفها فكان الفضل للسعودية وحكامها ومازالت تساند الشعب المصري اقتصاديا وسياسيا.. فإن حب الشعب المصري لكل شعب السعودية وحكامها في القلب ممتد منذ التاريخ.. وعن أهمية زيارة عاهل السعودية الملك سلمان فهي تمثل أهمية سياسية واستراتيجية وردا علي كل الخبثاء الذين يريدون تعكير العلاقات المصرية السعودية فمن الطبيعي لهذا الزيارة التاريخية أن تناقش قضايا ساخنة بين الرئيس السيسي والملك سلمان حول الملف الحيوي للشرق الأوسط لأن البلدين يمثلان القيادة الحقيقية للعالم العربي وقد انعكس هذا حينما أمر العاهل السعودي الملك سلمان بزيادة استثمارات السعودية بمصر ما يقرب 30 مليار ريال وكان الداعم لاقتصاد مصر في فترة حرجة من حياتها.. فمرحبا بسمو الملك سلمان في بلده ووسط شعبه الذي يحتفي به بالورود والحب الودود. كما نتقدم للسفير أحمد قطان سفير السعودية بمصر الذي يعبر عن مدي العلاقة الطيبة بين الشعبين في تذليل كل العقبات للمصريين مما يعكس عمق العلاقات التاريخية بين الشعبين وفي النهاية الحب لا يباع ولا بملايين الجنيهات وإنما هبة من رب العباد. وصدق الله العظيم إذ يقول: "وألف بين قلوبهم لو انفقت ما في الأرض جميعا ما ألفت بين قلوبهم ولكن الله ألف بينهم انه عزيز حكيم" 63 الأنفال.