مع كل يوم يمر تتزايد احتمالات وصول المرشح الجمهوري المثير للجدل دونالد ترامب إلي البيت الأبيض.. يتفوق ترامب حتي الآن علي بقية المرشحين الجمهوريين الآخرين بحساب عدد المندوبين اللازمين للفوز بترشيح الحزب.. حيث حصل علي 619 مندوبا.. في حين حصل أقرب منافسيه - تيد كروز - علي 393 مندوبا.. وإذا استمر ترامب في الحصول علي نفس النسب التي يجنيها حتي الآن في الجولات والولايات المتبقية فسوف يكون هو الفائز تلقائيا ببطاقة الحزب الجمهوري.. ولن تستطيع أية قوة أن تمنع ترشيحه للرئاسة. ويتوقع محللون أمريكيون وعرب انه إذا انحصرت المنافسة النهائية في انتخابات نوفمبر القادم بين هيلاري كلينتون عن الحزب الديمقراطي ودونالد ترامب عن الحزب الجمهوري فإن حظوظ الأخير ستكون الأوفر في الوصول إلي البيت الأبيض نظرا لعدم قدرة فريق هيلاري علي صياغة خطاب انتخابي جذاب يستطيع أن يواجه خطاب ترامب المثير.. وربما يكون السبب في ذلك استعانتها برجال ممن خدموا في إدارة زوجها بالبيت الأبيض منذ حوالي ربع قرن.. ودائما ما ينظر إلي فريق حملتها علي انه من تراث القرن الماضي ورتابته.. في مواجهة اندفاع فريق ترامب وجرأته. لكن ماذا يعني وصول ترامب للبيت الأبيض لنا كعرب وكمصريين؟! بالتأكيد لن يكون فوز ترامب بالرئاسة مشكلة للعرب والمسلمين والمصريين فقط.. فالرجل يحتقر الجميع ويستهين بهم في كل المحافل.. وتوجهاته في ذلك واضحة وصادمة.. إنه يكره المهاجرين والملونين.. وله مشاكل نفسية عميقة مع اليابانيين والصينيين.. لكنه يعشق إسرائيل والإسرائيليين.. ويدعمهم بلا حدود.. وبسبب هذا التطرف المزعج خرجت مظاهرات يهودية أمريكية ضد ترشحه نظمتها بعض المؤسسات والهيئات التي تدعم إسرإئيل.. وقالت الحكومة الكندية إنها مستعدة لفتح الحدود واستقبال المهاجرين الأمريكيين إذا ما فاز ترامب بالرئاسة. العالم كله يتوجس من فوز ترامب.. ويقف علي أطراف أصابعه.. يتابع ويحلل ويستعد للزمن القادم الذي قد يغير الكثير من الثوابت المستقرة في النظام العالمي حاليا.. فهناك قطاع عريض من الشعب الأمريكي ينحاز إلي تطرف ترامب ورؤيته الفاشية النازية لأمريكا وللعالم.. وتعجبه جدا عبارات المرشح الذي يدغدغ مشاعرهم ويغازل تعاليهم.. ويكلمهم دائما عن وطنهم الذي هو أفضل الأوطان.. وعن أحقيتهم بأن يسودوا العالم ويتحكموا فيه لأنهم الأجدر والأكثر حكمة. ولو تحققت توقعات المحللين السياسيين.. ووصل ترامب فعلا إلي البيت الأبيض.. فسوف يكون علينا أن ننتظر زمنا صعبا.. زمنا جمهوريا يمينيا متطرفا.. تستيقظ فيه أفكار وانحيازات المحافظين الجدد في صراع الحضارات ونهاية العالم والحروب الدينية.. ناهيك عن الانحياز الكامل لإسرائيل واطماعها التوسعية .. وسوف تتزايد صور التدخل الأمريكي في شئوننا الداخلية حتي تصل إلي الغزو في أكثر من بلد.. سوف تنتهي سياسة أوباما الحذرة وتحل محلها سياسة الاندفاع السافر لتحقيق الهيمنة الكاملة. سوف يكون زمن الرئيس دونالد ترامب أسوأ بكثير من زمن الرئيس جورج بوش الابن.. وسوف يشهد العالم كوارث أكثر بؤسا من كارثة 11 سبتمبر.. فالتطرف في جانب يصنع مباشرة تطرفا في جانب آخر.. والإرهاب يولد الإرهاب.. والمتشائمون في هذا الاتجاه يتوقعون أن يتغير شكل العالم وتحالفاته.. ويتغير دور الأممالمتحدة بما يناسب الخط الأمريكي الجديد. لقد نشرت الصحف الأمريكية اعتراضات عدد من الحاخامات والطلاب اليهود علي تصريحات ترامب التي وصفوها بأنها مهينة للمسلمين.. وقالت مجلة "ايكونوميست" البريطانية إن وصول ترامب للبيت الأبيض سيشكل خطرا عالميا ويزعزع الاقتصاد العالمي.. وأظهر استطلاع للرأي في المكسيك أن نحو ثلثي الشعب المكسيكي يعتقدون أن فوز ترامب سيكون مضرا لبلادهم.. بينما يقول الأندونيسيون في أقصي الشرق إن زمن ترامب سيكون مرعبا.