أعرب فضيلة الإمام الأكبر د. أحمد الطيب شيخ الأزهر عن تقديره للمستشارة انجيلا ميركل لموقفها الإنساني النبيل من الرجال والنساء والأطفال الفارين من جحيم الحروب وويلاتها في الشرق وقد أصدر الأزهر بيانا شكر فيه المستشارة ميركل علي أريحيتها الكريمة تجاه الإسلام والمسلمين حين شاركت في مظاهرات برلين المنددة بالإسلاموفوبيا وثبتت في شجاعة الأبطال مقولة الرئيس الألماني الأسبق كرستيان فولف: ان الإسلام جزء من ألمانيا. قال الإمام الأكبر في خطابه العالمي إلي الغرب من البرلمان الألماني الليلة الماضية : لا انتماء لي إلي أي تيار سياسي أو توجه حزبي. ولا أتبني أي أيديولوجية ولا أسعي إلي ذلك لا اعتقادا ولا ترويجا وإنما أنا مسلم محب للبشرية جمعاء مهموم بقضايا "السلام" بكل أبعاده الدينية والاجتماعية والعالمية أبحث عن هذا السلام وأتمناه لكل الناس مهما اختلفت أوطانهم وأجناسهم وقومياتهم وكيفما كانت أديانهم وعقائدهم ومذاهبهم. أضاف الإمام الأكبر: لعلنا نبدأ معا صفحة جديدة نعمل فيها علي ترسيخ السلام العالمي وإخماد نيران الحروب ووقف شلالات الدماء والفرار من الأوطان وحل القضية الفلسطينية حلا عادلا يضمن السلام والاستقرار في المنطقة.. فهذه يدي ممدودة إليكم للعمل سويا من أجل هذه الأهداف الإنسانية النبيلة.. فهل من مجيب؟ دعا الإمام الأكبر المسلمين الذين يعيشون في أوروبا وأصبحوا جزءا لا يتجزأ من النسيج الأوروبي الاجتماعي المتماسك أن يراعوا القيم العليا لمجتمعاتهم التي يعيشون علي أرضها وأن يفيدوا منها في تقديم صورة مماثلة عن الإسلام وتعاليمه السمحة الجميلة التي تحترم الآخر بغض النظر عن دينه أو ملته أو جنسه. أشار إلي أن الديمقراطية التي نتطلع لأن ترفرف أعلامها عالية خفاقة في بلادنا العربية والإسلامية لا يمكن أن تتحقق بالحروب وصراع الحضارات والفوضي الخلاقة وأنهار الدماء وقعقعة السلاح بل بالتبادل الحضاري بيننا وبينكم والحوار المتكافئ غير المستبد وبرامج تبادل التعليم والصناعة والتكنولوجيا. أوضح أن الأزهر دائم الاهتمام بتجديد خطابه ومناهجه التعليمية وقد ضاعف من هذه المهمة في السنوات الأخيرة.. مؤكدا ان علماء الأزهر يتصدون الآن في كل مكان للأفكار المغلوطة التي تحرف الدين وتستغله في الدعوة إلي الفتنة العمياء التي تستحل الدماء وتدمر الأوطان وذلك من خلال وسائل عدة منها القوافل التي تجوب العالم للدعوة إلي السلام العالمي وتحصن عقول الشباب من التردي في بؤرة الإرهاب وكذلك عبر مرصد الأزهر الإلكتروني الذي يعمل بلغات عدة ونتوقع له انتشارا عالميا في المستقبل القريب. وخلال زيارته لمقر الأسقفية الكاثوليكية ببرلين بدعوة من أسقف الكنيسة الكاثوليكية.. أكد الإمام الأكبر أن القضية الأهم في حياته هي نشر ثقافة السلام في كافة ربوع العالم فنحن جميعا شركاء في الإنسانية ومن حق كل البشر أن ينعموا بالسلام وعلينا بذل كل الجهود من أجل نشر هذه الثقافة بين الناس. أضاف: جئت أحمل في قلبي كثيرا من الأمل أن نكون صانعي سلام للعالم الذي ضل السلام ولإنقاذ البشرية مما يتربص بها الآن.. موضحا أنه سيصدر عنه قريبا كتاب بعنوان "البحث عن السلام". توجه الإمام الأكبر بالشكر إلي قادة الكنائس المسيحية علي هذا اللقاء.. مجددا حرصه علي دفع الحوار الديني إلي الأمام.. وأشار إلي أنه ينوي لقاء قداسة بابا الفاتيكان في المستقبل القريب.