الأحداث التي تشهدها الشقيقة تونس منذ أيام تضاف إلي غيرها من أحداث شهدتها تونس وشهدت مصر مثيلاً لها تؤكد تشابه التحديات والمخاطر التي يواجهها البلدان الشقيقان. مصر وتونس انطلقت منهما ثورتا شعبيهما في يناير 2011 وتبعتهما شعوب دول عربية أخري فيما سمي بثورات الربيع العربي. وكما أن مصر تواجه خطر الإرهاب في سيناء علي حدودها الشرقية مع غزة تواجه تونس أيضاً خطر الإرهاب في منطقة بن قردان علي حدودها الشرقية مع ليبيا التي يحاول تنظيم داعش الاستيطان فيها بعد هروبه من سوريا نتيجة زيادة الخناق عليه من الضربات الروسية هناك. وكما وجهت وتوجه مصر ضربات متتالية للعناصر الإرهابية في سيناء بتصفيتهم والقبض علي المشتبه فيهم وضبط كميات مختلفة من الأسلحة فعلت وتفعل تونس الشئ نفسه حتي بلغ عدد الإرهابيين الذين تمت تصفيتهم خلال ثلاثة أيام فقط بمنطقة بن قردان خمسين إرهابياً سقطوا بفضل يقظة رجال الجيش والشرطة التونسية الذين وجه لهم الرئيس عبد الفتاح السيسي كل التحية والتقدير عندما أجري اتصالاً هاتفياً بالرئيس التونسي الباجي قائد السبسي لتقديم واجب العزاء في سقوط شهداء من رجال الجيش والشرطة التونسية أثناء دفاعهم عن وطنهم في العملية التي حاول الإرهابيون من خلالها إعلان قيام ولاية داعشية في بن قردان. وجه آخر للتشابه بين مصر وليبيا يتمثل في محاولات فلول تنظيم الإخوان المسلمين استعادة أرضيتهم المفقودة سواء بتحسين صورتهم أو بالإرهاب الفكري أوالمادي وزعزعة الاستقرار. وهو ما تجاوزه الزمن في مصر وتونس أيضاً . وأكده لي مجموعة الشباب التونسي الواعي والمثقف الذين التقيتهم في مؤتمر الشباب الدولي لأساليب التصدي لموجات الإرهاب والتطرف بشرم الشيخ منذ أيام. لقد أكدوا جميعهم أن الإخوان المسلمين لم يعد لهم شعبية في تونس ولفظهم الشعب التونسي وبدا ذلك واضحاً من نتيجة الانتخابات الرئاسية التي لفظ فيها الأشقاء التوانسة الرئيس السابق المنصف المرزوقي الإخواني وجاءوا بالقائد السبسي ليقود دفة سفينة الوطن في هذه المرحلة الحساسة من تاريخه . تماماً كما حدث في مصر التي قام فيها الشعب بثورة علي حكم الإخوان في الثلاثين من يونيو2013 . وجاء بالرئيس عبد الفتاح السيسي الذي استطاع خلال أقل من عامين تحقيق انجازات لم تتحقق طوال ثلاثين عاماً وكانت حديث العالم. ما زال المنصف المرزوقي يحلم بالعودة للحكم تماماً كما يحلم محمد مرسي. وفي سبيل ذلك يحاول تشويه الصورة في تونس . فقال في سياق تقرير لصحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية إن الشباب التونسي لديه حلم لا يستطيع تحقيقه إلا من خلال انضمامه لتنظيم داعش لإقامة دولة الخلافة الإسلامية . وهو ما نفاه شباب تونس الذين حضروا مؤتمر شرم الشيخ والذين أكدوا أن التفاؤل بالمستقبل والعمل علي رفعة شأن الوطن هو هدفهم الأسمي الآن . وترجموه إلي فعل عندما وصلتهم رسالة الرئيس عبد الفتاح السيسي أثناء احتفالات مصر بعيد الشرطة الماضي وقال فيها للأشقاء في تونس بسبب القلاقل التي وقعت هناك وقتها :"خلوا بالكم من بلدكم" . وأكدوا لي إن هذه الرسالة كانت الأجمل واستقبلوها بقلوبهم قبل عقولهم واستوعبوها وعملوا بها . واختلفت نظرتهم للأمور الآن بعدما تأكدوا من حجم المؤامرة علي الأوطان العربية فبدأوا العمل بهمة كل في مجاله . وطالبوا الشباب المصري بالعمل بأقصي ما يستطيعون وقالوا يكفي أن رئيسكم هو الرئيس عبد الفتاح السيسي الذي يعي تماماً المخاطر التي تهدد الأمن القومي للدول العربية واعتبروه قائداً لكل العرب وليس لمصر فقط. أوجه كثيرة أخري للتشابه . ولكن يكفي أن القدر اختار لمصر وتونس رئيسين بين اسميهما تشابه كبير "السيسي" و"السبسي".