سوق شهير لمحدودي الدخل بالإسكندرية يرتاده الكادحون وأصحاب الورش الأهلية بل وأيضا بيوت الأزياء المتواضعة التي تقوم بشراء أقمشة السواريهات وإعادة تطعيمها بالأقمشة الفاخرة فلا يظهر الفرق بين الغالي والرخيص. وبالرغم من أن سوق أقمشة الغلابة يقع بمنطقة شعبية بكرموز إلا أن له رواده من الأثرياء الذين يتعاملون مع أصحاب المحلات تليفونياً لاصطياد الأقمشة النادرة التي تحتوي علي نسبة أقل من الديفوهات يتم الاستفادة بها في تفصيل الملابس الفاخرة وفساتين السهرة وما علي الأثرياء إلا الحضور بسياراتهم الفارهة لاستلام الأقمشة ويدفعون فيها ملاليم. * في البداية يقول محمود عبدالرحيم: أنا من قدامي العاملين في مجال الأقمشة والسوق بعد أن ورثتها عن أجدادي.. موضحاً أنه بالرغم من رخص أسعار القماش إلا أن الحال اختلف عن الماضي. فنحن نعاني من حالة ركود نظراً للحالة الاقتصادية التي تمر بالجميع ويعتبر عيد الأم بالنسبة لنا هو الموسم المفضل للبيع والموسم الصيفي. حيث يتردد علينا القاهريون لشراء الأقمشة التي تناسب ما يقومون بإنتاجه ونقوم بإعداد بضائع خاصة في انتظار هذه المواسم لضمان الإقبال. * علي شعبان "بائع": لا نحصل سوي علي القروش بينما الألوف يجنيها أصحاب المحال التجارية المعروفة.. فمثلاً نحن نبيع كيلو القماش الجل أو القطن بأسعار تتراوح من 10 إلي 15 جنيهاً ويأتي صاحب المحل لشراء الأثواب التي يريدها ويتوجه إلي "مقص دار" بمنطقة أبوسليمان بالرمل وهي من أشهر المناطق التي يتواجد بها مصممو التيشيرتات وخبراء القص بأسعار بخسة وبمجرد قص التيشيرت لا يتبقي سوي وضع رسمة عليه أو تطريزة ليتعدي سعره ال 200 جنيه. بينما في حقيقة الأمر أن تكلفته بسيطة جداً. أضاف أن ذلك ينطبق علي أقمشة السهرة.. حيث نتعامل مع نوعية مختلفة من البشر أغلبهم من البسطاء الذين يحضرون لشراء القماش المطرز ودمجه بأقمشة أخري لإخفاء أي عيب في ثوب القماش ويصبح فستان سهرة فاخراً. موضحاً أن هناك محال بمنطقة الرمل تتعامل معنا بالفعل وتقوم بالاتصال بنا إذا تمكنا من شراء أثواب مميزة. * أحمد السيد "تاجر": نشتري أطناناً من القماش مثلل الجل والبفتة والعبك والأبيض والفوط والجينز والشارزيهات والكتان وندخل في مزادات للعمل علي أفضل المعروض من الفضلات لدي شركة المحلة والعامرية للنسيج ونقوم ببيع الأثواب إلي تجار بالقري أو الصعيد. حيث يتم تفصيل ملابس السيدات القرويات الفضفاضة من خلال القماش الكستور أو القطن وذلك بربح بسيط مراعاة للظروف الاقتصادية. * محمد السيد "تاجر": لعل البعض لا يعلم أن البنطلونات الجينز المصري التي تباع في محال الأسواق الشعبية يتم الحصول عليها من عندنا. ويقوم المحل بعمليات التجميل اللازمة للقماش أو وضع قطع أخري ملونة علي البنطلون حتي يتمكن من رفع سعره. بينما الغلابة يحصلون علي الأقمشة الجينز لتفصيلها لأولادهم في المنازل وبذلك يصبح البنطلون الجينز سعره لا يتجاوز 30 جنيهاً. أضاف: نقوم ببيع نوعين من الأقمشة لتجار الأحذية المصرية سواء الأهلية أو المصانع الكبري لاستخدامها في تبطين الأحذية والصنادل والشباشب سواء بطبقة من الجلد أو الصوف الحقيقي وكذلك بطانة الحقائب من أنواع أقمشة غير معروفة. كما يقوم أصحاب الورش الأهلية بالحصول معنا علي كميات من القماش وفضلات المصانع لاستخدامها في صناعة اللكلوك أو الشربات التي تباع بأسعار لا تتجاوز الخمسة جنيهات. * تامر محمود: لم يعد الحال كما كان هناك ركود في عمليات البيع والشراء بالمحال التجارية انعكس ذلك علينا في عدم شراء الأقمشة ولم تعد الأفراح تقام بالشكل المعهود حتي نتمكن من تسويق أقمشة السهرات. أضاف: نضطر للعمل في كل أنواع الأقمشة التي يحتاجها السوق لعلاج الركود الشديد. خاصة بعدما ضربنا اللحاف الصيني وكنا منذ سنوات نبيع كميات من الأقمشة المستخدمة في اللحاف المصري. خاصة ذات الألوان الأحمر والتركواز.. وطالب بتوقف رجال الشرطة عن مطاردتهم في الشوارع لأن حال البلد في النازل ويحتاج لتضافر الجميع.