إن لشهر رمضان منزلة كريمة. ودرجة عالية عظيمة. فهو مدرسة روحية. يتخرج فيها الصائمون. بعد شهر كامل تدربوا فيه علي الصبر والوحدة وتربوا علي قوة الإرادة وغرس الإخلاص وأدركوا معاني التقوي. هذه الفضائل التي يغرسها الصيام لا تترعرع إلا في أرض خصبة خالية من الرذائل. فمثل الصيام مثل الزارع الماهر قبل أن يزرع أرضه. ينقيها من النباتات الخبيثة والحشائش الضارة. التي تعوق نمو النبات. فكذلك الصيام قبل أن يحلي نفس الصائم بالفضائل ينقيها من الرذائل لأن التخلية مقدمة علي التحلية.. فتري الصيام يطهر الصائمين من اللغو والرفث والصخب وفعل الجهال ويغرس في نفوس الصائمين المعاني الفاضلة والأخلاق النبيلة والصفح والعفو والتسامح امتثالا لقول رسول الله صلي الله عليه وسلم "فإن سابه أحد أو قاتله فليقل إني صائم".