ما أشبه الليلة بالبارحة ففي برلمان أول سنوات الألفية الثالثة رفع النائب الراحل طلعت السادات الحذاء في وجه أمين تنظيم الحزب الوطني المنحل أحمد عز ولكنه كان مجرد تهديد من السادات لعز وحال بُعد المسافة بينهما داخل القاعة إلي وصول السادات ولكن أمس كان موعد البرلمان مع الواقعة المؤسفة الأولي من نوعها فقد انهال النائب السكندري المستقل كمال أحمد علي النائب الإعلامي توفيق عكاشة بالحذاء بصورة أذهلت الجميع بينما عكاشة لا يرد ويسارع النواب وفي مقدمتهم النائب مرتضي منصور لتطويق الأزمة ومنع وصول عكاشة إلي حذاء كمال أحمد مرة أخري الذي كان ثائرا لدرجة مخيفة وعندما قرر رئيس البرلمان طرد النائبين من القاعة تعالي صوت كمال أحمد حضربه ثاني وهو مشهر حذاءه بينما جاء تصرف عكاشة متسما بالتوهان والصدمة مما تعرض له من زميله. قرر الدكتور علي عبدالعال إحالة النائب كمال أحمد إلي لجنة خاصة للتحقيق معه في واقعة اعتدائه علي عكاشة بالحذاء باعتباره مخالفة للائجة وللتقاليد البرلمانية. يستدعي مجلس النواب خلال الساعات القادمة رسميا النائب الإعلامي توفيق عكاشة للمثول أمام اللجنة الخاصة للتحقيق معه في الاتهامات الموجهة إليه بشأن لقائه المرفوض برلمانيًا مع السفير الإسرائيلي في القاهرة وتوجيه إهانات مرفوضة إلي الشعب المصري. وفي أول رد فعل علي احالتهما للتحقيق: أكد النائب كمال أحمد انه لا يخشي من التحقيق معه وقال: عضوية البرلمان لا تهمني ولا تعنيني بشيء ومصر وشعبها وحكومتها لن تركع لإسرائيل ولن يفرض علينا التطبيع وأنا بأدافع عن شرف الشعب. أضاف: ان "الجزمة" رسالة من الشعب المصري للسفير الإسرائيلي ونتنياهو وضد من يحاول التطبيع. مشيرا إلي أن السفير الإسرائيلي عليه أن يعرف ان هذا هو جزاء من يفعل فعلة النائب توفيق عكاشة. أضاف كمال: انه غير نادم علي ضرب توفيق عكاشة بالحذاء مهما تكن العواقب ولو كان عندي أسوأ من الجزمة لضربته بها. وفي كل مرة هشوف عكاشة في البرلمان حضربه بالجزمة. من جهته قال توفيق عكاشة: من يطالب بإسقاط عضويتي من البرلمان سأطالب بإسقاط عضويته. ومن أحالوني للجنة خاصة هم من يفتحون باب الخراب علي مصر. وحول اتهامه بالخيانة بسبب مطالبته للمسئولين الإسرائيليين بالتدخل في مفاوضات سد النهضة بين مصر وإثيوبيا. عقب قائلا: أنا أعمل لمصر ولن أتوقف من أجل مصر إسرائيل هي من تقوم ببناء السد. وهي القادرة وحدها علي حله.. أضاف: أيوه هأروح الكنيست رغم كل التحديات. من ناحية أخري قرر نحو 156 نائبا تقديم مذكرة إلي الدكتور علي عبدالعال رئيس المجلس تتضمن استقالتهم من مجلس النواب احتجاجا علي الممارسات السلبية التي تشهدها قاعة مجلس النواب وآخرها واقعة "الحذاء" التي من شأنها أن توثر علي سمعة ومصداقية البرلمان أمام الرأي العام. قدم هذا القرار النائب الوفدي طلعت السويدي. قال مصطفي بكري: عكاشة أهان الشعب المصري. طالب محمود بدر مؤسس حركة تمرد بإسقاط عضوية عكاشة. قال النائب أسامة شرشر اننا نحترم الاتفاقيات الدولية ولكن ما فعله عكاشة خارج عن إطار الأعراف والتقاليد البرلمانية وأخشي ما أخشاه أن يتصل بالقائم بالأعمال الإيراني ولا غيره وأن يطلب اللجوء السياسي إلي سفارة أي دولة. واتهم النائب ضياء داوود النائب عكاشة بتعريض الأمن القومي العربي والمصري للخطر. أكد النائب يوسف القعيد انه يرفض تصرف زميله كمال أحمد شكلا وموضوعا وقال انه كان لا يجب أن يحدث هذا الأمر من نائب مخضرم بحجم كمال أحمد رغم انني ضد توفيق عكاشة الذي خون الزعيم الراحل جمال عبدالناصر وقال القعيد ان هناك العديد من الطرق لعقاب توفيق إلا رفع الحذاء تحت القبة. قال الدكتور علي المصيلحي عضو مجلس النواب ان مجموعة من النواب غاضبون من تحويل مجلس النواب إلي ساحة من الصراعات الداخلية وتصفية الحسابات.