رحل الكاتب الكبير محمد حسنين هيكل الصحفي أيقونة الصحافة العربية والعالمية.. رحل الصحفي الأول بعد عطاء تجاوز السبعة عقود.. وتحليق في سماء النجومية والشهرة.. ارتقي خلال حياته الحافلة بالعطاء والتألق بمهنة الصحافة وجعلها صسنواً للسياسة وربما ند لها في صناعة الحدث والخبر.. مات مؤرخ السياسة صاحب اللغة الأدبية الرصينة التي تمزج الأدب بالصحافة.. رحل أحد روافد قوة مصر الناعمة تاركاً رصيداً هائلاً من الإبداع والتألق. ولد الراحل عام 1923 في قرية باسوس بالقليوبية وبدأ حياته العملية في عام 1942 محرراً في صحيفة الإيجبيشيان جازيت التي مازالت تصدر عن دار التحرير للطبع والنشر "الجمهورية". ثم انتقل للعمل بمجلة "آخر ساعة" عام 1944 وأصبح رئيساً لتحريرها في أوائل الخمسينيات. كما أنه كان أول صحفي يوفد لتغطية حرب فلسطين عام 1948 والحرب الكورية 1951. وعُين رئيساً لتحرير صحيفة "الأهرام". ثم رئيساً لمجلس إداراتها عام 1960. واستمر في المنصبين حتي عام 1974. واشتهر الفقيد الراحل بمقاله الأسبوعي بعنوان "بصراحة". حيث امتزج أسلوب كتاباته بالجمع بين لغة السياسة ولغة الأدب. وكان الفقيد الراحل أقرب رؤساء التحرير والصحفيين إلي الرئيس الأسبق جمال عبدالناصر. واعتبر من أقرب مستشاريه. وعين وزيراً للإعلام عام 1970 وترك الوزارة عقب وفاة الرئيس عبدالناصر. ثم قربه إليه الرئيس الأسبق أنور السادات عقب توليه السلطة في سبتمبر 1970. وجري إبعاد "هيكل" عن مؤسسة "الأهرام" عام 1974 إثر خلاف مع الرئيس السادات. حيث عينه مستشاراً له غير أن "هيكل" اعتذر عن عدم قبول ذلك المنصب. وتفرغ بعد ذلك للكتابة سواء بإصدار المؤلفات أو كتابة المقالات في كبريات الصحف العربية والعالمية. فيما بلغ الخلاف ذروته بينه وبين الرئيس السادات الذي وصل إلي حد تضمين اسمه ضمن المعتقلين في قرارات سبتمبر 1981. ثم أصبح في مقدمة الذين أصدر الرئيس الأسبق حسني مبارك قراراً بالإفراج عنهم ضمن مجموعة من كبار السياسيين عقب توليه منصبه بعدة أسابيع. ويعد أول مؤلفات حسنين هيكل كتاب "إيران فوق بركان" الذي صدر عام 1951 عقب رحلة له إلي إيران استغرقت شهراً كاملاً. كما قام بتحرير كتاب "فلسفة الثورة" الذي أصدره الرئيس جمال عبدالناصر عام 1953. ثم أصدر كتاب "العقد النفسية التي تحكم الشرق الأوسط" عام 1958. وكتابه "مذكرات إيدان: السويس" عام 1960. وكتاب "ما الذي جري في سوريا" 1962. ثم "صاحبة الجلالة" 1963. و"خبايا السويس" عام 1966. ثم "الاستعمار لعبته الملك" عام 1966. و"نحن وأمريكا" 1968. وصدر للفقيد الراحل أول كتاب باللغة الانجليزية عام 1971 بعنوان "the cairo documents". وكتاب "عبدالناصر والعالم" عام 1972. وأصدر هيكل كتابه "السلام المستحيل والديمقراطية الغائبة" عام 1980. وكتاب "مدافع آية الله- قصة إيران والثورة" عام 1982. وكتاب "خريف الغضب" عام 1983. كما أصدر كتابين عام 1984 هما "مفترق الطرق حرب أكتوبر" و"بين الصحافة والسياسة". كما أصدر كتابين عام 1986 "حرب الثلاثين سنة- ملفات السويس" و"مثقفون وعسكر". ثم أصدر في عام 1987 كتاب "أحاديث في العاصفة". وعام 1988 كتاب "سنوات الغليان". إلي جانب العديد من الكتب والمؤلفات الأخري. كان الكاتب الراحل قد أعلن في سبتمبر عام 2003 اعتزاله الكتابة المنتظمة والعمل الصحفي بعد أن أتم الثمانين عاماً. وكان وقتها يكتب بانتظام في مجلة "وجهات نظر" ويشرف علي تحريرها. ومع ذلك أسهم في إلقاء الضوء بالتحليل والدراسة علي تاريخ العرب المعاصر عبر أحاديث متلفزة متعددة مصرية وعربية. والفقيد الراحل كان متزوجاً بالسيدة هدايت علوي تيمور منذ عام 1955. وله منها 3 أبناء هم علي "طبيب أمراض باطنية" وأحمد "رجل أعمال" وحسن "رجل أعمال".