ربما لا يعرف الجيل الحالي من الفنانين والجماهير اسم الفنان الملحن الفلسطيني "رياض البذك" الذي تغني بألحانه أشهر المطربين العرب ومنهم النجم اللبناني وديع الصافي في رائعته "يا عيني ع الصبر" أهم وأجمل ما غني من كلمات الشاعر المصري نجيب نجم والتي أشاد بها موسيقار الأجيال محمد عبدالوهاب.. وقد أبكت الكثيرين وقت ظهورها لعمق وقوة إحساس الكلمات والألحان خاصة أنها قدمت في شكل مختلف عن كل ما قدمه المطربون للتعبير عن الموقف من أحداث نكسة ..67 فلقد غنت أم كلثوم وقتها "دوس علي كل الصعب وسير" وغني محمد عبدالوهاب "حي علي الفلاح" وغني عبدالحليم حافظ ثلاث أغنيات هما: عدي النهار والمسيح وأحلف بسماها وترابها.. وفريد الأطرش غني "شعبنا يوم الفداء" وكلها أغنيات تدعو للصمود والنهوض من جديد.. أما أغنية "البذك" و"وديع" لم تكن بظاهرها أغنية وطنية ولكن مضمونها يتناسب مع الأحداث إنذاك.. خاصة كلماتها التي تقول "غريب الحي والغربة ليالي طوال.. في أرض الله أنا والآه بقيت جوال.. أشيل الحمل وكتافي تقول صابرين.. علي الوعد وع المكتوب وع اللايمين".. البذك ملحن الأغنية جاء إلي القاهرة بعد قيام ثورة يوليو ..1952 وكان من مؤيدي الثورة وتم تكليفه للمساهمة بتأسيس إذاعة "صوت العرب" وله العديد من المساهمات الفنية والموسيقية لهذه الإذاعة.. وقد سبق له أن سجل أغنية من تلحينه لإذاعة القاهرة وهي "تحية عرب فلسطين إلي أرض الكنانة" وطلب الرئيس جمال عبدالناصر مقابلة البذك حيث أبدي إعجابه بوالده عيسي البذك ودوره النضالي.. قال عبدالناصر في هذا اللقاء نشيد واحد من أناشيدك لا يقل أهمية عن دور أي رئيس دولة وأخبره أنه متابع لكل أعماله وألحانه في صوت العرب وأشاد بإنجازاته الفنية.. وكانت وفاة عبدالناصر عام 70 سبباً في ضياع فرصة كبيرة لرياض البذك لأنه كان يعد لحناً لأم كلثوم يظهر للناس.. إلا أن هذا الحدث حال دون إتمام حلمه الفني وقتها.