استطيع القول إن كفة الايجابيات رجحت علي كفة السلبيات في الدورة الاخيرة لمعرض القاهرة الدولي للكتاب. معظم المشتغلين بالشأن الثقافي اشفقوا علي القيادات الجديدة لهيئة الكتاب من الميراث الذي خلفه الرئيس السابق للهيئة. تحولت الهيئة- من خلال توهم غريب- إلي ملكية شخصية. عزبة. وسية. تخضع لسيطرته وإملاءاته وأخطائه ونوازعه الشخصية. لا أطيل. فقد أدرك كل المتعاملين مع الهيئة اتساع الفارق بين ما كان. وما صار عليه الحال الآن. اختفي المشهد- الذي كان ثابتاً- لكبار الادباء والنقاد في انتظار السماح لهم بلقاء رئيس الهيئة. عادت مشاعر الزمالة والصداقة والتعامل الانساني. لان الكمال لله وحده. فقد طرأت علي الدورة الاخيرة للمعرض السلبيات التي ربما لم تحدث. لو أن تأثيرات القيادة السابقة للهيئة غابت تماماً. وهو أمر يحتاج إلي فترة انتقال يعاد فيها ترتيب البيت من الداخل. وتنظيم العلاقة بين الادارة والعاملين. وبين قيادة الهيئة والمثقفين. وإزالة المحسوبيات والنوازع الشخصية. لعل الظاهرة التي تعكس بقايا المرحلة المندثرة فوضي الاسماء المشاركة في ندوات الدورة الاخيرة لمعرض الكتاب وموائدها المستديرة. أسماء تنتقل برشاقة العصافير من ندوة إلي أخري. تحاضر. وتشارك. وتدير. ونحن ندعو الله ان يعينها علي ما تبذله من جهد. وإن استعدنا رموزاً مهمة في الثقافة العربية. منها- بداية- أعضاء مجالس إدارات اتحاد الكتاب والاتيلييه ونادي القصة وغيرها من الهيئات الثقافية الاهلية. ومنها- علي سبيل المثال- يوسف الشاروني وخيرية البشلاوي وسيد البحراوي وأمينة رشيد وعادل وديع فلسطين ونهاد صليحة وأحمد شوقي وشرين أبوالنجار ومني طلبة وفوزي فهمي وإبراهيم فتحي وصلاح قنصوة وطلعت عبدالحميد وأبوالمعاطي أبوالنجا وزينب صادق وصلاح عبدالسيد وفريدة النقاش وعفاف طبالة ومصطفي نصر وسامي رافع وأحمد إبراهيم الفقيه وأحمد الشيخ ومحمود عوض عبدالعال وأبوالحسن سلام وماهر جرجس ونبيل عبدالحميد ومحمد زكريا عناني ومحمد قطب وعبدالحميد حواس وعبدالوهاب الاسواني ووفية خيري وعشرات غيرهم يصعب ان يكتمل المشهد الثقافي في المعرض. وفي حياتنا الثقافية العربية بعامة. دون ان يتحقق لهم موضع الصدارة. صورة الانشطة في المعرض يجب ان تكون واضحة. وصادقة. وهو ما لايتحقق بالاقتصار علي الاصدقاء. وإلحاح الزيارات الشخصية.. أبادر . فأشير إلي أن لزومي البيت- بتأثير عملية جراحية فاشلة- بالاضافة إلي موقف معلن من الاسلوب الذي تدار به مناسباتنا الثقافية. يضعني خارج الغرض الشخصي. الشفافية هي سكة السلامة التي تمضي بنا نحو اكتمال المشهد الثقافي في أبدع تجلياته ذلك ما ارجو ان يحدث في دورات المعرض القادمة. وفي أنشطتنا الثقافية بعامة.. تحيتي إلي القيادة الجديدة لهيئة الكتاب.