لم يدخل عالم الفن بالصدفة.. وإنما كانت هناك بيئة ثقافية حاضنة لموهبته.. هكذا أكد الفنان "حسن عابدين" بنفسه قبل رحيله عام .1989 قال إن والده الحاج عبدالوهاب عابدين من أعيان الوجه القبلي.. وبالتحديد من محافظة بني سويف.. وكان يهتم بالثقافة والفكر والسياسة.. ويعقد صالوناً أدبياً سياسياً وثقافياً بالقرية مساء الخميس من كل أسبوع.. ويجمع هذا الصالون عشاق الشعر والقصة وأعيان بني سويف.. في هذا المناخ تربي "حسن" وأحب التمثيل.. خاصة أنه اكتشف موهبته في هذا الفن.. ولم يكن في ذهن والده أبداً أن ابنه سيحترف الفن لأنه يري التمثيل عيباً جداً ولا يليق باسم "عائلة عابدين" العريقة المحترمة.. ولكن.. تحايل حسن علي ذلك بأن نقل وظيفته إلي القاهرة.. عين في وزارة العدل. رئيس قلم محضر.. وأفادته هذه الخطوة بأن دفعت به لأحضان المسرح العسكري عندما كان متطوعاً في القوات المسلحة وكان من دفعته الفنان "حسن حسني" والفنان "إبراهيم الشامي".. وقد شارك فناننا الكبير رحمه الله في حرب فلسطين سنة 1948 وأصيب خلال هذه الحرب. شارك حسن عابدين في عدد من الأفلام منها: الأشقياء. سترك يارب. ريا وسكينة. درب الهوي. الشيطان امرأة. العذاب فوق شفاه تبتسم. علي من نطلق الرصاص. الأنثي والذئب. سنة أولي حب. عنبر الموت.. كما شارك في العديد من المسلسلات التليفزيونية مثل: فرصة العمر. أرض النفاق. آه يا زمن. فيه حاجة غلط. نهاية العالم ليست غداً. أهلاً بالسكان. أنا وأنت وبابا في المشمش. أما شهرته الحقيقية فقد جاءت من خلال أعماله المسرحية الناجحة: نرجس. المشاكس. ع الرصيف. عش المجانين وهي المسرحية التي زادت من جماهيرته فقد لمع نجمه من خلال جملته الشهيرة مع الفنان محمد نجم والفنان مظهر أبوالنجا "شفيق يا راجل".. وكان يفخر ايضا ببطولته لسهرة تليفزيونية اسمها "الثانوية العامة" تأليف يوسف عوف ومثلها أمام خيرية أحمد والمطرب عمرو دياب.. وعلي الرغم من مرور 27 سنة علي رحيله إلا أن أحداً لم يحيي ذكراه.. حتي فرقة "مسرح الفن" التي ساهم في استمرارها ونجاحها!