الثورة الصناعية الرابعة تتحضر للانطلاق.. لن يعد الإنتاج مهمة الإنسان.. ستقوم الروبوتات أو الإنسان الآلي بهذا الدور ليتفرغ البشر لمهام الإبداع والتحكم والسيطرة.. مرحلة جديدة من التاريخ الإنساني تتشكل بعد ثلاث ثورات صناعية عبر اختراع الآله ثم الكهرباء.. والحواسيب وأخيراً الثورة الرابعة حيث تسود الروبوتات العالم.. قالها واضحة وقاطعة "كلاوس شواب" رئيس منتدي دافوس العالمي إن التحول لن يجري بطيئاً كما الماضي إنما بسرعة العصر كاسحاً كتسونامي.. وبدأت البشائر في ألمانيا والصين حيث تنتشر الروبوتات كمتوالية هندسية.. كانفجار.. وخلال فترة من 5 إلي 10 سنوات مستمر في شوارعنا سيارات آلية لا تحتاج سائقاً للمروق بنا عبر الطرقات.. وماكينات إنتاج يديرها الكمبيوتر وتستغني المصانع عن ملايين العمال.. المساحة الأوسع للنشاط الإنساني ستكون للرفاهية والفنون والإبداع ومستويات رفيعة من العلوم.. باختصار ما ابهرنا في أفلام الخيال العلمي سيصبح حقيقة واقعة.. والمجتمع الذي لا يستطيع التفاعل معها سيتحول إلي "جوراسيك بارك".. حديقة ديناصورات أو أنواع من الحفريات والكائنات البدائية.. إننا نتحدث عن مستقبل بات علي الأبواب بدأ مسيرة التكوين منذ سنوات.. فمن فاته المشاركة في صناعته عليه أن يبدأ الآن في التجهيز للتعامل معه.. الاستعداد يتطلب تحطيم القيود التي تحد من انطلاق طاقات البشر.. القضاء علي الظلم والفساد والعشوائية وإزالة العثرات وتغيير التشريعات التي تقنن نماذج صارت متخلفة من النشاط الانساني والثقافي.. ابسطها قانون العاملين في الدولة.. صار مطلوباً إطلاق ثورة في ثقافة العمل وفي التعليم وفي الأداء الحكومي للخدمات وإدارة المرافق وأدوات الإنتاج وفي وسائل الصحافة والإعلام.. التغيير يشمل الخطاب الديني ويتغلغل في كافة مناحي الحياة.. نستطيع أن نمسك بتلابيب الماضي.. أن ننكر الواقع لكن أبدا لاً نستطيع إيقاف المستقبل.. إما أن نتطور أو نموت.. حضارياً يا أصحاب الحضارة. ** وبمناسبة الأفلام فإن الشعبية التي يحققها الفيلم المصري "الهرم الرابع" إنما تعكس حالة سياسية جديرة بالتوقف عندها.. فالفيلم من نوع "الاكشن" متوسط المستوي الفني ونجومه وجوه جديدة واعدة وفكرته قديمة عن اللص الشريف الذي يسرق الفاسدين ويعطي الفقراء.. وهنا بيت القصيد.. ففي قاعة السينما تلمس حالة من الإعجاب الجمعي بالبطل "يوسف" قرصان الإنترنت الذي يسطو علي حسابات وأسرار الفاسدين.. وكأن يوسف ينتقم للجميع وينزل العدل علي فساد استشري وأوغر الصدور وألهب الجيوب والمشاعر.. حينما يتغني الناس بالمنتقم فاعلم أن المجتمع يفتقد العدل ويبحث عن بطل.