قضية العدد.. من الجرائم المثيرة التي يكتنف الغموض طرفيها "المجني عليها" فيها فتاة مجهولة الهوية عثر علي جثتها مشوهة المعالم بمياه ترعة الاسماعيلية.. نظراً لوجودها لفترة طويلة غارقة في مياه الترعة.. لم يتعرف عليها أحد من أهالي المنطقة التي عثر عليها فيها.. وأيضا لم يكن بحوزتها أي أوراق أومستندات تدل علي هويتها. إذا كانت هوية "المجني عليها" غير معروفة.. بالتالي تكون دوافع الجريمة مجهولة أيضا خاصة أن التشوهات بالجثة لم تدل علي وجود طعنات أو جروح أو حتي كدمات تشير إلي طريقة القتل.. مع كل هذا الغموض المحيط بالجريمة وملابساتها وظروف ارتكابها ودوافعها وهوية "المجني عليها" أيضاً.. يبقي "الجاني" غير معروف يكاد أن يهرب بجريمته. بدأت فصول الكشف عن فصول الجريمة ببلاغ من الأهالي لمأمور قسم شرطة القصاصين بالاسماعيلية بالعثور علي جثة طافية علي مياه ترعة الاسماعيلية فتم اخطار قوات الانقاذ النهري الذين أسرعوا إلي مكان البلاغ وقاموا بانتشال الجثة.. كما أسرع رئيس مباحث القسم إلي مكان الواقعة. دلت المعاينة الظاهرية لرئيس النيابة الذي أسرع إلي مكان البلاغ أن الجثة لفتاة مشوهة بالكامل نظراً لوجودها لفترة طويلة بالماء يرجع إلي أن سنها يكون في العقد الثالث من العمر.. ترتدي ملابسها كاملة.. وليس ظاهراً بها أثار اصابات طعنية أو جرحية أو غير ذلك.. وأيضا ليس بحوزتها أي مستندات تدل علي شخصيتها. أمرت النيابة بأنتداب خبراء المعمل الجنائي لتصوير الجثة للنشر عنها ورفع بصماتها في محاولة للتوصل إلي شخصيتها.. كما أمرت بنقل الجثة إلي مشرحة النيابة.. بعد اجراء مناظرة الجثة.. لتوقيع الكشف الطبي لمعرفة سبب الوفاة وساعة حدوثها.. الاداة المستخدمة في احداثها.. وبيان ما بها من اصابات وأسبابها. كما كلفت المباحث بالنشر عن الجثة وفحص البصمة بمصلحة الاحوال المدنية للتعرف علي هوية القتيلة أيضا التحري عن الواقعة وملابستها ودوافع ارتكابها لكشف غموضها والتوصل إلي هوية "الجاني" وضبطه وإحضاره أمام النيابة مع أداة الحادث للتحقيق.. لتقديمه للعدالة للقصاص منه. أعد مدير ادارة البحث الجنائي بالاسماعيلية فريق عمل بقيادة رئيس مباحث المديرية راح يفحص بلاغات الغياب بالقصاصين.. والمراكز والاحياء القريبة من ترعة الاسماعيلية والتي تمر بها .. واشارت المعلومات الأولية إلي أن الحادث وقع منذ ما يقرب من الشهر.. وأن "الجاني" قام بإلقاء القتيلة بالترعة.. ويرجح أنها ألقيت في الترعة بمكان غير مكان العثور عليها.. وأن التيار جرفها إلي مدينة القصاصين حيث طفت الجثة علي سطح الماء. كما رجحت المعلومات المبدئية أن يكون القتل تم بطريق الخنق حيث ليس هناك أثار طعنات أو جروح ظاهرة بالجثة.. ويمكن وجود جراح أو طعنات اخفاها التشوه الموجود بالجثة نتيجة مكوثها بالماء لفترة طويلة.. وترجح التحريات أن يكون الدافع هو الانتقام بدافع الشرف بأن تكون القتيلة زوجة خائنة أقامت علاقة أثمة مع أحد الاشخاص وعند اكتشاف أمرها تخلص منها أهليتها أو زوجها. أيضا.. يحتمل أن تكون فتاة وقعت ضحية حب زائف قام فيه صديقها بالتهام أنوثتها.. وعندما ظهرت ملامح جريمتهما بين أحشائها وطلبت منه الزواج رفض الارتباط بها أو نسب الطفل اليه فقامت بالانتحار أو أن أهليتها عرفوا بالأمر فتخلصوا من عارها بقتلها وألقوا جثتها بالترعة. أيضا لم يستبعد رجال المباحث أن تكون الفتاة تعرضت لحادث اختطاف حاول الجناة فيها اغتصابها بالقوة وعندما رفضت وقاومتهم تعدوا عليها بالضرب حتي لفظت روحها بين يديهم فتخلصوا منها.. أو أنهم تناوبوا الاعتداء عليها فقدت الوعي فظنوا موتها والقوا بها في الترعة. كثير من التحريات والمعلومات والاحتمالات بين يدي رجال البحث الجنائي بالاسماعيلية.. قاموا بدراستها وفحصها علي مدي أيام وليال طويلة لكن أي منها لم يقودهم إلي خيوط تكشف غموض الجريمة أو تزيح الستار عن مكنون اسرارها خاصة مع الغموض الذي يحيط بهوية القتيلة ودوافعها مما يساعد من زيادة ألغاز الجريمة.. وابتعاد "الجاني" بجريمته وهروبه من العقاب ما دام مجهولاً.. حتي الآن!!!